في وقت ما ..تعتقد وهما أن وجوه من حولك هي مرآتك وأن مشاعرك ذبذبات روحية لمشاعرهم وأن وجهك هو تقاطيع الصدق التي تكْون وجوههم .ولوهلة يصبح تبسمهم وسيلة اتصال من النوعية الراقية نحو قلبك وليتك تعلم أنها عود ثقاب تقترب من أوردة فؤادك المسكين تنتظر لفحة هواء ..ولا يهم حينها درجة حرارتها لتطفئ أحلامك وتخرس سكينتك مع نفسك وتبدأ أمواج الأسئلة ..لماذا كيف متى ..ولماذا مرة أخرى وأخرى؟؟ !!
حتى لا تعي ما ترى ..
ولا تهدأ حتى ما بعد الرماد لأن رياح الدهشة ستعصف بهذا الرماد وتحثوه فوق عينيك
كل الصور رمادية..!!
ثمة ما يعلو رموش عينيك ليس رماد فقط وإنما شظايا تلك المرآة الكاذبة عالقة في مراثي أحزانك بفقدهم – أعني موتي داخل زيفهم- أعني ألمي الجاثم على صدر واقعي ..
كنت أنظر وجوههم أراني ..واليوم حين أنظر نفس الوجوه يغلفني العجز عن ترجمة ماأرى في أعينهم فالصورة مقلوبة او مبعثرة ..المناظر ظلام ..سراب ..كذب أوهام شعارات عديدة يجمعها اطار واحد هو الخداع والأنانية
تُرى انت ابتساماتهم سواتر تخفي وراءها آهات الحقد والكراهية والغيرة ..ترى كانت حناجرهم أبواق من الغل والبغض والتناقض بل ترى اعينهم كانت زجاج مهشم ينتظر لمسة اصبع ليحيل الوجه الذي أمامه إلى دماء وأشلاء حتى لو كنت أنا ..أنا تبا لهذه الأنا التي لاأجد لها وصفا يغري القلم على تسجيله سوى ورقة شجر خضراء هشة قد جففها خريف العمر بأحلامه الساذجة سيعدها فقط نسمة باردة تلفح خدودها النضرة ويثيرها شجن الرياح العنيدة فتربط خصرها برائحة الأزهار لترقص مع أي فراشة بقربها ويصم آذانها النشوة بمعزوفة الطبيعة
أرأيت ياانا ياأنا ..صورتك عند قلمي: ورقة خضراء صماء فقط حتى لو حركتها الرياح أو أطربتها تغاريد البلابل
مابالهم إذن من حولك... ربما تلمس أطرافهم أطرافي لكنها باردة كالصقيع ..أحتاج بعدها لدفء الصدق
هل وجودهم في مجالي كان بواسطة الزيف المغناطيسي ..هل كانت رمال صحرائهم الندية ذرات من الغبار حول عيني حجبت عني حقيقتهم ..أسمع دمدمة قلمي المسكين فهو يعرف الاجابة ويتمنى أن يسجلها لكنه خائف من النهاية بعد أن أقول ..نعم نعم هم كذلك زيف خداع كذب نفاق
ولابد حينها أن ترفع الشعارات المبهرة ..لا زلت أرى رغم كل هذا الظلام ولا زلت أحيا
رغم الموات حولي
حوار تلفزيوني مع هاجر..تابعوه..رائع
رغم الموات حولي
حوار تلفزيوني مع هاجر..تابعوه..رائع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك مُعرف أو غير مُعرف يهمنا المضمون فقط