تهاني دربي
رغم كل ما من شأنه أن يحبط كان يحيط
بها …شتات ..اضطهاد ..قتل ..انتهاك..ظلم …الخ
استطاعت هذه الفتاة السمراء الجميلة رولا جبريل المولودة في أسرة بسيطة جدا تعانى العوز الشديد بنت مدينة القدس هذه عملت على تنمية قدراتها في امتحان أرادة اجتازته بتفوق يندر مثيله ز
البداية كان حصولها على منحة من أحدى الجمعيات الأهلية العاملة في فلسطين للدراسة في ايطاليا.. تخصص الطب بعد اجتيازها للامتحانات بنجاح عملت كمتخصصة في العلاج الطبيعي ولكن تعرضت لحادث أثناء عملها منعها من الاستمرار في ممارسة هذه المهنة .ولأن ميولها من الأساس كانت تتجه نحو الصحافة والعلوم السياسية قررت ان تستأنف من جديد دراسة ما تحب وكان لها ذلك.. تخرجت وعملت في البداية مترجمة للعربية بإحدى الصحف الايطالية ومباشرة بدأت تكتب مقالات عن الانتفاضة.
احد معدي البرامج قرأ مقالا لها ودون أن يعرفها استضافها مع سفير الكيان الصهيوني في روما وحنان عشراوى فئ برنامجه ..وكانت هذه المقابلة التي تألقت فيها ردود رولا بداية دخولها الحقيقي لعالم الصحافة والتلفزيون .
زوايا النقد التلفزيوني في الصحف الإيطالية اضطرت لوصف ابنة القدس رولا جبريل بأنها جميلة جدا والغريب أنها ذكية جدا كذلك. صنعت نفسها بنفسها وانتقلت بمرونة مذهلة من متخصصة في العلاج الطبيعي إلى إعلامية من الفئة الأولى تطرح أدق الأسئلة على أهم صانعي القرار في إيطاليا والعالم بلغة ليست لغتها الأم.
رولا جبريل..عملت على عدة أصعدة كتبت كتابا لاقى رواجا هي نفسها تستغربه في ايطاليا وأوروبا كلها عن كيف يرى الغريب أيطاليا والايطاليين وتصنيف النقاد لها يضعها ضمن أفضل أربع شابات يكتبن في ايطاليا..كما أن استضافتها المتكررة كصحفية من قبل قنوات التلفزيون الايطالي وبرامجه الحوارية المشهورة مثل برنامج بورتا بورتا فى قناة راى أونو وهذا البرنامج تحديدا منحها فرصة العمل في برنامج صباح الخير ايطاليا في نفس القناة لمدة عام ونصف لتنتقل بعد ذلك لتقديم عدة برامج حوارية في أكثر من قناة وغدت هي من يستضيف أهم الشخصيات الايطالية والعالمية ولها حادثة مشهورة مع الوزير السابق الذي كان قد ارتدى قميصا عليه رسومات مسيئة للرسول الكريم الذي انصعق من جرأتها وأرتبك صارخا تاركا البرنامج من أنت يا سوداء حتى تجادلني ” مما أضطرها لطلب اعتذار رسمي لها منه أو أنها ستترك البرنامج ، بعد ثلاثة أيام قدم هذا الوزير استقالته .
هذه الفتاة العربية السمراء تعمل دون هوادة تصول وتجول على شاشات التلفزيون الأيطالى تستضيف أهم الشخصيات السياسية العالمية جريئة لا تخاف استطاعت وحدها أن تتجاوز كل الصعاب ..فالمناخ الثقافي والإعلامي في ايطاليا الذي كنت على أعتابه منذ سنوات أعي جيدا أنه من زخم يصعب اختراقه مبرزا أي أسم ما لم يكون فعلا هذا الاسم يستحق ..في ظل أذيال للعنصرية تطفو على السطح من حين لآخر..استطاعت…هذه السمراء أن تصحح زاوية الرؤية للشعب الايطالي عن حقيقة هؤلاء الذين يسكنون قبالة شواطئهم الجنوبية وعن عدالة ما يطالب به أهلها في فلسطين ..في العراق ..وان تجني تعاطفا شعبيا قل نذيره وان تحقق مجدا ذاتيا يحلم به كل شاب وشابة …أنها نموذج حي لهم يؤكد ما يمكن للإرادة وحدها أن تفعله.
كتبتهاتهاني دربي، في 22 December 2008 14:56 PM———————————————
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك مُعرف أو غير مُعرف يهمنا المضمون فقط