· مدخل:
· عندما مر اسمها خلال قراءة عابرة حولها توقفت عند قولها في احد الحوارات معها [أقطف الأقمار وأزرعها على الورق!!].. وتعودت أن اقرأ جمل غريبة أحيانا في حوارات مع أدباء أو أديبات يحاولون إضفاء أجواء مبهرجة حول كتاباتهم ، لكن أحيانا لاتملك طائلة فضولك أمام بعض هذا الإضفاء الذي يوحي لك بتميز مُختلف إلا البحث والقراءة فإذا بي أجد أن القاصة والأديبة السورية لبنى ياسين تعني بالفعل هذه اللوحة التي رسمتها لنصوصها..
· وإذا اكتشفت أن لبنى ترعرعت في حضن أسرة ديدنها الشغف بالقراءة لابد وان نفهم مفاتيح هذه الثقة المتناهية في القدرة على زرع إشعاعاتها في طين الورق..وببدر الكتابة!!.
· وبالرغم من هذه الأجواء الاجتماعية الرحبة.. هل كانت حقول لبنى مُكتظة بأفق مفتوح وغيم ينذر بأمطار تخصب الطين وتعجل بانبثاق زهور تؤذن ببشارة النبت في عين الشمس؟؟ .
· سنقرأ فيما بعد أن مجموعتها القصصية الأولي [ضد التيار] انتظرت نصف عقد كي ترى صبحها!!؟؟ قد تقول لبنى أنها ظروف عادية!! لكن هذه الظروف العادية انتظرت خمسة أعوام كي تخرج من سجنها !! ليحتفي بها المتلقي على نحو لم تتوقعه لبنى..فكانت على قدر البذار!!.
· إذا ما قرأنا فيما بعد قصة [أنثى في قفص] في مجموعة أخرى سنفهم على الأقل بعض من مضامين المُكابدة!! [يحكى أنني في زمان ما طرت عارية إلا من حقيقتي في مملكة السماء وتسابقت أنا والبنفسج نحو الشمس... ولم نحترق.ويحكى أنني سقطت في أنهار الهوى... فتمردتروحي وحاولت أن أطفو فغسلتني دموع الألم وبان بريق طهري... فكانت الشمس وقالوا إنني تبعت هواي... فانهارت الأكوان من حولي... وتسابقت السيوف على لحمي تقطعه... وانهال سواد عيني دموعا من غضب... فكان الظلام. ويحكى أنه منذ ذلك الحين... قـــصَ جناحي... ولم أعد أطير... ولم أعد أرتدي حقيقتي... وبانت سوءتي... فارتدتني كل أوجاع الأسر. ](1)
· أما لبنى ذاتها فهي تحتفي بحياتها على طريقتها..ربما لتنثر أقمارها مزيدا من الضوء والشعاعات ..فهاهي ابنتها الصغرى [هيا] تتلمس طريق الأم[تكتب قصص الأطفال] وكذلك ابنتها البكر رنيم [تكتب صفحات زاوية علوم وتقنية] أما لبنى فقد درست الرسم والنحت في مركز ادهم إسماعيل للفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة في سوريا. ثم درست العلوم الطبيعية في الجامعة..لم يخرج من هذا الأفق إلا زوجها الذي يهتم بالتجارة ولكنه لايمانع أن تسكن بيته هذه الباقة من الورود الرائعة .
· عاشت لبنى في بيت يهتم بالسياسة و العروبة والانتماء الناصري ومن ذا الذي لايكون ناصريا في مرحلة ما!! والدتها كانت رسامة وأثناء دراستها الثانوية دفع الشغف هذه الأم إلى إقامة معرض للوحاتها وهي أيضا رياضية مهتمة وكانت يوما ما بطلة حلب في رمي القرص الحديدي.
· الأب محمود ياسين.. تعاطي السياسة مع الشعر والكتابة وتولى العديد من المواقع الإدارية والثقافية في سوريا لكن كما تقول لبنى [خلافات سياسية أطاحت به] فتفرغ لكتابة الدراما!!
· شقيقتها سوزان فنانة تشكيلية وبقية أسرتها من المتذوقين للفن والأدب..
· تقيم لبنى في السعودية وصدرت لها عدة مجموعات قصصية اثنان منهما في مكتبات جرير في الخليج وهي في السعودية الآن وربما تصدر مجموعتها الرابعة من هناك.
· [1]
هموم المرأة العربية تسيطر على اغلب نصوص لبنى القصصية ، وهموم المرأة العربية تتلخص في كونها ودائما الطرف الأضعف في المعادلة مع الرجل كما في نص [بريد عاجل] وهو يروي حكاية امرأة قبلت أن تعيش مع رجل بعقد زواج عرفي: [ما زال يسودني ذلك المزاج الضبابي...ألانني رضيت بعلاقة شرعيتها ورقة عند شيخ لا غير,لأصبح الزوجة الثانية لزوج لم يعد لديه وقت كاف ٍ لكلتينا.2] هنا وفي بريد عاجل تحاول البطلة أن تحمل الرجل مسئولية وضع هي في الأصل طرفاً فيه ، ومبررها هو الحب ، لكنها لاتقول لنا كيف تفعل المرأة بنفسها ومصيرها ذلك ، بل انها تحاول أيضا أن تحيل الأمر إلى الرجل لأنه القادر دائما على نسج حبائله بإتقان على المرأة. وسنجد ذات المُعالجة في قصة [لن افعل هذا]..ويبدو أن اهتمام لبنى بهذه الجزئية مرده إلى احتجاجها على هذا الوضع المُهين وإن كان كانت ظروف البطلة هنا في [[لن افعل هذا]] تختلف فهي هنا الأخت ألكبري التي يتجاهلها الخاطب ليطلب الصغرى لأنها أكثر جمالاً ، لكن الأب يرفض تبعاً لعادة اجتماعية وهي عدم زواج الصغرى قبل الكبرى، الآمر أكثر إيلاماً في قصة [لن افعل هذا] لكن العريس لا تحظى به في النهاية إلا امرأة أخرى فلا تجعل لبنى السبب محصوراً في نقص الجمال ، بل أيضاً هناك مزايا ومصالح أخرى فكر فيها العريس فيما بعد[ذهبت مثقلة بأسئلة لا أجوبة لها , عن ذنب لم اقترفه ,لارى تلك العروس التي لم تكن تفوقني جمالا مما أثار استغرابي ... لكنها كانت متعلمة و موظفة في إدارة ما 3.] وهنا إشارة أخرى إلى الرجل ونظرته لنوعية المرأة التي يختارها زوجة له.
ملحوظة:هذا النشر مُلخص وجزء من القراءة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. قصة أنثى في قفص.
2. قصة. بريد عاجل.
3. قصة لن أفعل هذا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك مُعرف أو غير مُعرف يهمنا المضمون فقط