الشتاء أنثى..تعشق ثنيات الوفرة..ومواسم النماء ، تغسل شعرها الحريري الممتد عبر أذرعها بعبق الأريج والأقحوان .
المطر أنثى..هكذا صببت عليه دعوتي وأنا أرقب انطلاقاته المنسكبة على جرح الزمن..
المطر أنثى..أراقب هطوله الجميل فأراه أنثى تتبختر بغنج تحمل بين أفئدتها ضجيج الكون ، وبرق التمرد ، وعاصفة العشق فتصير نماء وحقولاً غارقة في اخضرار ممزوج بالزهو.
المطر أنثى..لأنه أصل الأشياء.. أصل البدايات الصامتة ، أصل الحكايا وأصل الغناء " يا مطر صبي صبي فرجي عنى كربي " ، ونركض بحثاً عن مأوى مغمضي الأعين في نشوة صارخة الوصف.. حتى نبتل فنتلذذ بطمي أجسادنا وصرخات التوجع ..
المطر أنثى... تأتى بعد صخب وضجيج وانشقاق السماء وهيجان البحر وزوابع الترقب ، لكنها تهمس بطهر العذارى.. أيها الكون أنا آتية من الأعالي أعانق السمو.. أفرش بسطاً مخملية..
المطر أنثى .. هكذا يهيئ الكون نفسه لاستقبالها بطقوس الرهبان وصلوات براءة الطفولة..المطر ماء والماء أصل المكنونات والأشياء المبعثرة داخل مملوكات الكون وفى البدء كان الماء" عرش الله على الماء".
المطر أنثى..طفلة شقية تقتبس لحيظات الرفض فتلقى بكل الممنوعات معربدة في وجهة لم تدرك ملامحها بعد.
المطر أنثى... تصارع ميقاتها الطالع كجذع نخلة ، شامخة ، تسمو بعطائها المتسلسل في مسراب الحياة ، ممزوجة بأوردة الجسد ، وميقات الأيام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك مُعرف أو غير مُعرف يهمنا المضمون فقط