الاثنين، 29 سبتمبر 2014

أسماء الأسطى بنت الوطن الذاكرة المهضومة



·    هضم حق اسمها في الاعلام والثقافة ، وهي التي كتبت عن الكثيرين والكثيرات ولم يكتب عنها إ
·    سرقات وقحة من جهدها التوثيقي وماتزال عازمة على المضي في رسالتها النبيلة والحضارية.
·    في الحرب الدائرة الان في طرابلس سجلت حضورها الثقافي والاجتماعي.
·    تناست همومها الشخصية من اجل ذاكرة الوطن وهمومه والتوثيق له.
·    مدخل
·       ادركت وتعلمت الخسارة الفادحة عندما ضاعت مني بعض مذكرات والدي في صالونات القاهرة الادبية في الثلاثينيات من القرن الفائت وادركت ايضا قيمة ما تبذله اسماء الاسطى الطرابلسية الأصيلة التي لم تترك شاردة او واردة في بيبلوغرافيا الوطن من فكر وثقافة وتاريخ إلا وامسكت بتلابيبها ودونتها وحولتها الى وثائق مطبوعة تسعى بين البحاث وغيرهم كي تدون حالات الوطن  بكل نماذجه ورموزه عبر الزمان وتحتاجها الأجيال الحاضرة واللاحقة

·       (1)
هذا الشغف والاخلاص النادر ومتابعة كل ما في الذاكرة من رموز ونساء مبدعات ومناضلات وناشطات وناشطون ، استهلك من اسماء الوقت الكثير والمتابعة حتى انها احياناً تنسى نفسها ، هذه النفس الأبية التي نسى جهدها الآخرون..فهي تكتب عن الجميع وتتذكر الجميع ولكنها تترك للآخرين تقدير جهدها الذي تجاهله وهضمه الاعلام وهو ديدن الاعلام العربي الذي عادة مايكرس لرموز بعينها ويتجاهل او يجهل جهود تستحق الاشادة مثل جهود اسماء الاسطى أو [اسماء الطرابلسي]..التي في خضم شغفها تبحث عن وثائق السيدة خديجة الجهمي في ذات فترة احزانها  على رحيل زوجها ، واكثر من ذلك لم يرحمها سراق الثقافة والافكار فأقتبسوا من جهدها السير والذاكرة دون حتى ان يشيروا الى حقها الادبي كأمانة يقتضيها شرف المهنة كأقل واجب فسرقوا من كتابها [انا خديجة الجهمي] كتابة واذاعة دون خجل او حياء ، لكن ومن حسن الحظ  ان الذاكرة لاتنمحي بالرغم من انكار جهد اسماء الذي سيذكره التاريخ ، فالتاريخ لن يذكر تلك التفاصيل السخيفة المتمثلة في السرقات العلنية ولن يذكر الا مثل جهد اسماء مصطفى الاسطى التي آلت على نفسها خدمة الوطن وتدوين انجازاته على  حساب ماتحتاجه من مباهج الحياة المتمثلة في الأنس العائلي والأصدقاء ، هذه التضحية الجسيمة بالسعادة من أجل الرسالة الحضارية والانسانية التي تهتم لها وبها. مع ذلك فهي ماتزال عازمة على المضي في اكمال جهدها التوثيقي حيال امنا خديجة الجهمي فتقول:
[في ذكرى غياب "ماما خديجة" الثامنة عشر..أترحم عليها وأحمد الله على انني حظيت بالقرب منها..ونلت ثقتها ومحبتها..وافتقدتها واحببتها كثيرا..أعلن بأنني أعمل على استكمال الجزء الثاني من سيرتها العطرة..وأتمنى ان أوفق الى ذلك قريبا..على ان يصدر الكتاب ورقيا والكترونيا متضمنا كل مااحتفظ به في ارشيفي ليكون بين ايدي الناس...نعم ..ماما "خديجة" مثل شجرة كانت..يستظل بها الجميع...وستظل كذلك....تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته..]
·        
·       [2]
  وفي اتون الحرب الدائرة الآن في طرابلس كان لأسماء  وذاكرتها حضور فاعل مع المحتاجين والنازحين وجمع التبرعات من أجلهم هي ومن معها من الذين يؤمنون بعشق هذه الأرض فتكتب في صفحتها على موقع الفيس بوك منصفة لسيدة ليبية بسيطة حضرت اليهم للتبرع فتقول [الليبية العظيمة...
الحاجة "ابشيرة" جاءت لمركز الإغاثة..محملة بما زاد عن حاجتها لدعم النازحين.. تقول:
هادي "بطانية"- كيف جبتها من اللاوندرية.. وطرف بساط كيف غاسلاته..وزوز صنيديقات "سن توب" للصغار...
و "مازال عندي طريف "باصمة" تو نخيطه قفيطينات ونجيبهم"..........
التقطت لها صورة بقرب ما احضرته من المؤن والادوات المنزلية الأخرى..الحاجة "ابشيرة"تعيش بمفردها في بيتها الصغير.. بعد وفاة ابنها الوحيد منذ سنوات.............
نموذجا .. لليبية المثالية.. وتستحق منا "وسام الوطنية"] بينما هي ايضا اسماء تستحق وسام الوطنية بجدارة واستحقاق .وتلك هي الذاكرة التي لاتفوت اسماء في وقت السلم فمابالك في زمن الحرب والتهجير
·       [3]
في هذا الانطباع السريع لايمكن ان ننصف اسماء والتي سيكون لإسمها مكان يليق بها في مخطوطي [اسفار الورود] فهي إضافة لما ذكرت اهتمت بذاكرة المدن والمطبوعات الليبية واصبحت مرجعية لايستغني عنها كل باحث في البيبلوغرافيا الليبية وخاصة بيبلوغرافيا القصة الليبية القصيرة واحيانا العربية وما مر على هذه الأرض من منجزات تاريخية وفكرية وثقافية ..كما انها تعبيرا عن مواقفها الوطنية والثقافية التي تؤمن بها لم تنسى ماتؤمن به حيال الثقافة الليبية وما شابها من مواقف حيث قالت في مقابلة معها للصحفية ولاء عبد الله  حيث عبرت عن مواقفها بشجاعة[وحول غياب المثقف الليبي عن المشهد الإبداعي العربي وهل هو بسبب المبدع الليبي أو النظام تقول:" المثقف الحقيقي لا يرضي السلطة، والسلطة لديها أعوان توجه أقلامها لما يريده النظام، المثقف الحقيقي لديه رؤى ومواقف وقيم يدافع من أجلها، ومن ثم كنا دائما محارَبين، لكن اليوم وفي أعقاب الثورة فنحن في إبحار جديد لنرى ماذا سيقدم المبدع الليبي في المرحلة القادمة، فهنا ستظهر التجربة وتتضح المعالم". وحول ما قبل الثورة وعدم ظهور طابع المثقف المعارض في ليبيا تقول:" بالعكس كانت هناك أصوات كثيرة تطالب بالإصلاح، وتنادي بالتطهير وليس من دليلي كما الأستاذ محمد طرنيش الذي اشتهر بمقالاته التي يحارب بها الظلم لكنه للأسف توفي قبل شهر على انتصارنا".]
·       هذه باختصار اسماء الأسطى التي ماتزال على اصرارها في عشق الوطن وايضا موقفها من المثقفين الأرزقية الذين حسبوا على العالمية ولم يكن لهم انتماء لغير مصالهم الفردية وفي هذا قالت الكثير الذي لن يغيب عن القاريء الذكي الذي عاصر مراحل اربعة عقود كاملة من الزمن...تذكروا اسماء الاسطى فمازال في جعبتها الكثير.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرفقات
1.    سوق المشير..صورة معبرة  حديثة للفنان لؤي الكريكشي
2.    صورة السيدة المتبرعة ابشيرة
3.    صور مختلفة لأسماء وحضورها الثقافي والاجتماعي.


 نشر بصحيفة فسانياالعدد125بتاريخ31اغسطس2014