الأحد، 22 يناير 2012

عندما يسقط الحلم في النوم..وفاء البوعيسي..ليبيا







عرفت أنني سأختبر تجربة مختلفة, عن كل سابقاتها بالعواصم العربية التي زرتها, عرفت ذلك حين وقفت بشرفة غرفتي, بفندق كازا دور بشارع الحمرا, حين كان بوسعي رؤية قلب بيروت المتأجج بالثمل, ومراقبة أهلها الذين كأجنحة الفراش, يغادرون لحلمهم المسائي.
حلمهم الذي كطائرٍ طليق, يُبدّل مكانه موسماً بعد موسم، باسطاً جناحيه على الأحياء الراقية, لكنه يأبى التحليق فوق أحياء الفقر والمقاومة والحرب الأهلية.
حلمهم ذاك, تأبط حقيبته المملؤة بالصخب وحب الليل, وسافر إلى روائح النراجيل في ميدان البرغوت, وشارع رياض الصلح.
من شرفة فندقي العالية هناك, كان بوسعي رؤية قلب بيروت المُحمر، وشذرات الرصاص المذاب فوق جلدها, وهي تستقبل أُناسها بأقنعة الظباء, يلوذون في المساءات بميادين فيردان والروشة وسان جورج.
يتسوقون بشراهة, من آلاف الحوانيت الشهيرة للملابس والساعات والعطور الباريسية.
يبحثون بكورنيش المزرعة, والرملة البيضا, وعين المريسة حتى ساحة سيسين بقلب الأشرفية, عن مكان يصفّون فيه سياراتهم, الأكثر عُرضاً من أحياء الجناح, وحي الأوزاعي, وحارة حريّك, حيث العالم  في سلام مع كل الأشياء، مستمتعاً بغير عناء بالطواف بكسروان وأرض لياس, التي ينتصب تمثال يسوع المَلك على إحدى حرشاتها فاتحاً ذراعيه للسواح, والعربات الهوائية الموصولة بأسلاك الكهرباء تُقل المتنزهين للجبال التي بلا ذاكرة, تتعالى بعنفوان على الأزقة التي تبحث عن اسم، تبحث عن يدٍ تنتشلها، وعن نداء يغور فيها حد إطلاق العنان للكلام فلا تستطيع.
تكتفي بالتطلع إلى واجهات العاج والكريستال، وتراقب مبتسمة الأجساد الممشوقة تخاتل أعين الرجال المتسعة كقمر على الشرفة.  
حلمهم المُخملي, يملأ كان حقيبته بالنعاس, فلا يصل لشوارع أولئك الذين ماتوا غير سعداء, ببرج البراجنة وحي الغبيرى, يتراجع مرتداً عند دوار شاتيلا فلا يُحيط بأولئك الذين عاينوا أوجاعاً لا حصر لها، ولا يعلم شيئاً عن نسائها البائسات, بعيونهن التي أدماها الفقد.
ينعس كان وينعس وينعس في عيون أسراها المعذبين, فلا ينتظر برهة لسماع كلمة الينابيع حين تصير وشوشة بالضاحية, ولا تنزلق عيونه السماوية على صور الشهداء والمناضلين, ولا يشتري تذكرة واحدة, ليرى قسمات الطرق التي تهِب فقط الموت, الموت الواسع كالحياة.
لا يريد أن يرى تلك الطرق التي لا تعرف من يتبعها، ولا ما ينتظرها, تكسر أظافرها وتسقط على التراب جريحة, مخضلةً, بدم السنين وقتال الأخوة.
ويسقط أخيراً في النوم حتى لا يعود يسمع الألف نحيب, تتردد بساحة بشارة الخوري, والخط الفاصل بين المسيحيين والمسلمين, وآثار الحرب الأهلية, وصدمة ثقوب الرصاص في الحارات المقصوفة على الجانبين.

السبت، 21 يناير 2012

موجة تلد البحر..حنان النويصري..ليبيا



                                          
                                

كانت تأتى كل صباح لنلتقى ( اكذب لانى كنت معها طوال الليل تخبئنى بين جدائلها الكستنائية كزهرة ليمون)...و نلتقى كما لو لم نلتقى من قبل ...كانت تهدينى قطعا متناثرة من نفسى لا تعرف كيف وجدتها هى بغرفتها تحت وسادتها.. فى زوايا اصدافها..فى خزانتها ..كانت قطعى ..كذرات الغبار  فى كل مكان على شفتيها على جبينها على حبر اقلامها...و كنت انتظر كل صباح ان تأتى لنلتقى...و كنت املاء جيوبى بقطعها ..التى لم اكن اعتقد يوما انى ساجد صاحبتها ...جراح ليست من تجاربى  لا اعرف كيف جرت فى دمى...كلمات فى صدرى لا اعرف اى شفاه دفنتها فيها ..و فى     القاع اصداف غريبة تنام منذ ملايين السنين...ديناصورات..و اسماك ذهبية و حوريات و امواج...لم اكن اعرف من اين تاتى...احاول الان ان اغوص فى الماضى ...هل التقينا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بلى..التقينا...كنت طيفا مرسوما فى سهرى .... نجمة صبح تسهر معى كل ليلة ...كنت الدمع الذى استعصى  على الانحدار يتكور فى احداقى و يتجمد ليبقى نذيرا ابديا بال..الحياة...(.احب ان افصل الاشياء المهمة عن ال تعريفها)..كنت الطيف الذى يدخل مابينى و جلدى ..موجة تأئهة تسحبنى الى البحر ..او تسرقنى اليه ..لا اسمى الاشياء بغير مسمياتها...نعم كنت انت السارق الذى يتسلل الى كل ليلة  فالسارق:  ..موجة تلد البحر...وسمكة تلد الصياد...و وردة تزرع الربيع.......هل التقينا ؟؟؟...نعم التقينا كانت الدرب هى اللقاء و اللقاء هو الانفجار...فتناثرت اجزائنا و اختلطنا و توزعنا على جسدين....شفتان و زوجا  عيون حائرة و كتلتان من الطين و موجة ...ذاك هو كل اثاثنا...تلك دروبنا نمشيها ..و مشينا ...و عندما تقاطعت خطواتنا...انتبهنا..كم كنا احمقين ...كنا سويا منذ البداية ..كان وجودا كسر حواجز الكينونة ...كان تواحدا...طيفيين جنيتين..او جنيين ..سحرينين او سحريين...لا يهم التأنيث و التذكير ما دام الوجود واحدا فلا حواجز تسمى  الرجولة و النسوية...انهار جدار الشرق...و تساقط طوب الانوثة و و غبار الذكورة..كحزمة واحدة من الهذيان و الحياة....لاحظى/لاحظ..ان كلمة ذكورة لها تاء مربوطة؟؟!!!!!!!!!!!

سين...! نحو سيرة ذاتية ناقصة لسعدية مفرح..محمد عبد الرزاق القشعمي




 الجزيرة الثقافيةhttp://www.al-jazirah.com.sa/culture/2012/12012012/read35.htm
حرصت على الحصول على هذا الكتاب منذ سمعت بصدوره مطلع عام 2011م وطلبت شراءه لي من عدد من الأصدقاء الذين سافروا إلى الكويت ولبنان ولم يتيسر لي الحصول عليه إلا هذه الأيام مع آخر سنة صدوره, والفضل يعود للصديق مروان المعيوف الذي أكرمني بنسخة منه من معرض الشارقة للكتاب.

منذ تعرفت على الأستاذة سعدية في الكويت عام 1989م في أثناء إقامة مؤتمر أو ندوة عن القصة القصيرة نظمه مجلس التعاون لدول الخليج العربية, وكنت أحضره مع عدد كبير من أدبائنا الشباب والشيوخ, وكنا نتحلق حول العمالقة أو الرواد وأذكر من رحل منهم جبرا إبراهيم جبرا وقحطان هلسا وشكري عياد وغيرهم.. وعندما قرأت اسمي المكتوب أمام الحضور في إحدى الندوات الصباحية التي لم أحضرها سألت الأستاذين محمد علوان وعبد الله باخشوين عني قائلة: القشعمي (يصير لي) أي يقرب لي فاتصلا بي وطلبا حضوري في صالة الاستقبال, وكان اللقاء الأول بسعدية بالرغم من سماعي بها من قبل إذ كانت المسؤولة عن القسم الثقافي بجريدة الوطن واستهلت هذا المؤتمر بكلمة اقتتاحية جريئة, أذكر منها قولها: هل سمعتم أن حلف الأطلسي أو حلف الناتو قد نظم ندوة أو مؤتمرًا ثقافيًا.. فهذا مجلس التعاون الخليجي ينظم مؤتمرًا عن القصة القصيرة لمثقفي دوله.. إلخ.

أقول إن سعدية الشاعرة المتألقة دائمًا بدأت في إصدار دواوينها ابتداءً من عام 1990م قبيل اجتياح صدام للكويت.. وقد أهدته لي مشكورة واستمرت تنشر للكبار والصغار من شعر وغيره, فنشرت في الكويت والقاهرة وبيروت ودمشق والجزائر لأكثر من مرة حتى أن اليونسكو اختارت لها مجموعة أصدرتها ضمن كتاب الشهر (كتاب في جريدة) عام 2008م.

بعد تحرير الكويت انتقلت من جريدة الوطن إلى جريدة القبس؛ لتواصل نشاطها في القسم الثقافي, إضافة إلى كتابتها الأسبوعية في جريدة الرياض وشهريًا في مجلة العربي وغيرها. تصلني تحياتها بين وقت وآخر مع إصداراتها الأولى.

أعرف معاناة سعدية وغيرها من جماعة (البدون) وحرصت على الحصول على هذا الكتاب لكونه سيعبر بشكل أو بآخر عما تعانيه.

قضيت وقتًا جميلاً معه, لقد شدني بما يحمله من رشيق العبارة ووضوح الفكرة وسلامة اللغة ومراوغتها مع المتصلين بها من الجنسين من جميع أنحاء الوطن العربي من مغربه إلى مشرقه, بل من جميع الدول العربية عبر منتدى ثقافي (مدينة على هدب طفل) على الإنترنت وعرفت بداية نشرها وهي طالبة بالجامعة عندما قدمت مشروع مقال لم يكتمل لأستاذها محمد حسن عبد الله وفاجأها بنشره في مجلة رابطة الأدباء (البيان) وكانت بعنوان: (التاء المربوطة) وفي اعتقادي أنها الخطوة الأولى التي قادتها لبلاط صاحبة الجلالة. إضافة لاهتمام أستاذها الآخر أحمد الربعي بنبوغها, حيث أصدرت حتى الآن أكثر من 14 ديوانًا نشرت في ست دول من الجزائر إلى الكويت، ترجمت إلى لغات كثيرة أذكر منها: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية والسويدية والطاجيكية والفارسية, وبعض القصائد رشحت للترجمة دون علمها, بل بواسطة أصدقاء وزملاء قرأ لها غازي القصيبي فأعجب بها ولقبها ب (وردة الهيل) في كتابه (صوت من الخليج) لديوانها الأول (آخر الحالمين كان) الصادر عام 1990م واختار لها مقطعًا من قصيدة (الأوتاد تموت انتحارًا) قالت فيه:

عندما تلقى عيون الأنجم الميتة.

تجتاح تضاريس المدينة.

عندما تظعن روحك

لمناخات (الذلول).

عندما لا يقدر أن ينساب في أنفك عطر الياسمين.

-عد تجدني

- بين ثوبي وعباءاتي أربي.

-وردة الهيل بأرض المستحيل.

في مداخلة مع نوارة لحرش (وأعتقد أنها من المغرب العربي) سألتها قائلة: قلت في القصيدة أنها وطنك, هل في كل الحالات هي وطن ناعم ورؤوف؟ ألم يصبك يومًا ما باللاوطن.. باليتم النفسي, وبشيء من الغربة أو المنفى؟

وكان جوابها - لا.. لا.. قصيدتي شديدة الإخلاص لي, يتمي هو يتم حقيقي جدًا وواقعي جدًا, وحالة الغياب ظرف قاسٍ أمر به وأعاني من تبعاته حتى أنني لم أسافر في يوم ما بالرغم من كل الدعوات التي توجه لي من هذا البلد أو ذاك ومازلت غير قادرة على السفر نتيجة لهذه الحالة التي تشعرني بالغربة, وأنا بين جدران غرفتي ومقر عملي وهما كل العالم الذي أتحرك في جغرافيته!

وفي إجابة أخرى لعارف سرور قالت: ميزة الأمل الرئيسة أنه لا يموت. نعم مازلت أمارس الأمل, وأحاول أن أعيش تحت ظلال الأمل حياتي كلها وبأدق تفاصيلها.. إلخ.

وعن ثقتها بشعرها وعدم تسرعها في النشر قالت إجابة لسؤال أحمد فرحات: أنا دائمة القلق تجاه ما أكتب وربما لهذا أتأخر كثيرًا في نشر أي نص بعد الانتهاء منه. لا أصدق أنني انتهيت من الاشتغال عليه, وأتحجج بحجج كثيرة أمام نفسي وأمام الآخرين قبل أن أدفع بالنص إلى النشر وكأنني مرغمة على ذلك.

وفي إجابة أخرى لجناة أبو منجل من الجزائر قالت: لم أندم على أي نص نشرته ربما لأنني متأنية جدًا في النشر، ولا أنشر أي نص شعري إلا بعد مضي فترة طويلة نسبيًا من الوقت على الانتهاء منه, ولكن ليس خوفًا من الندم المستقبلي، بل لأنها عادة تكونت لدي بسبب خجلي من تقديم نفسي عبر نصوصي إلى الآخرين في بداياتي.. إلخ.

وعندما سألتها الروائية الكبيرة المخضرمة ليلى العثمان قائلة: انشغالك في العمل الصحفي بكل هذا التوهج وحرصك على مسيرتك الشعرية, من خلال إصداراتك الشعرية المتلاحقة, هل شغلك كل هذا عن حياتك الخاصة؟ بصورة أوضح: أين مساحة الحب في حياة سعدية مفرح؟

فأجابت: الحب يحتل كل المساحات المكونة لسعدية مفرح, لا تناقض بين حرصي على العمل وانشغالي بالصحافة وانغماسي بالشعر من جهة وقدرتي على الحب من جهة أخرى. وصدقيني ياليلى.. لا شيء يمكن أن يشغلنا عن حياتنا الخاصة.. أنا أمارس هذه الحياة وفقًا لإمكاناتي في ممارستها وما أتاحه لي القدر أيضًا, بل أنا أجاهد بشكل مستمر لكي أحتفظ بقدرتي الهائلة على الحب, ومازلت مؤمنة أن الحب هو ملاذنا الأول وخلاصنا الأخير وسيبقى دائما رهاني الأجمل.

وعند سؤال فيصل الرحيل عن الزمن الطويل في رحلتها الشعرية, وما أثرها في مسيرتها؟ قالت: إنه بالرغم من مضي ربع قرن, فمازالت تشعر أنها في بداياتها, ومازالت تشعر أنها لم تحقق إلا القليل من أحلامها على مستوى الكتابة, بل مازالت تحلم بالكثير. وعن دوافعها للكتابة قالت: أنها تكتب لأنها تحب أن تكتب أولاً «بغض النظر عما إذا كانت هذه الكتابة تداوي الأسقام أم لا, صحيح أنها عالجتني من علل الروح, ولكنها فعلت ذلك بعد أن أقدمت عليها, ولم أقدم عليها أولاً لهذا السبب, وجدتني منساقة لعالم الكتابة لشغفي الشديد بهذا العالم, ولأنني من خلاله فقط أستطيع إعادة خلقي ذاتيًا, ودعني أخبرك أن دوافعنا للكتابة لا تتغير بفعل مرور الزمن, ولكن يحدث أننا نكتشفها شيئًا فشيئًا فنظن أنها تغيرت.

وعن سؤال لعمر عناز عن تصريح لأودنيس: (أن الثقافة العربية ستنقرض ما بقيت ثقافة مؤسسات) أجابت: إنها تختلف معه في أن الثقافة العربية ستنقرض تحت أي ظرف من الظروف, بوجود مثل هذه المؤسسات أو بعدم وجودها؛ لأن الثقافة هي حالة وليست وظيفة ترتبط بالأداء الوظيفي أو المؤسسي في أي بلد كان, كما أن المثقفين هم الذين يصنعون الحالة الثقافية, وهؤلاء غير قابلين للانضواء تحت جناح مثل هذه المؤسسات حتى لو استفادوا من بعض ما تقدمه على هامش نشاطها الدعائي الغالب.

أما عبد الله فلاح فيسألها عن سبب عدم كتابتها على الورق المسطر؟ فأجابت بقولها: إنها تكره الأوراق المسطرة؛ لأنها تشعر أن تلك السطور قضبان تسعى لسجن قصديتها من ورائها.. لهذا فهي تفضل الورق الأبيض.. وأنها تفضل كتابة قصائدها على ورق مستعمل ثم تعود لتنقلها على الشاشة.

وفي سؤال آخر حول عناوين قصائدها لفهد الهذال قالت: إن العناوين مسألة مهمة جدًا بالنسبة لها, وغالبًا ما يكون عنوان قصيدتها جزءًا منها لا مجرد لافتة تدل عليها.

وقالت: «أنا أكتب لأنني أحب الكتابة, وعندما أتوقف عن الكتابة فهذا يعني أنني لم أعد أحبها, وبالتالي فلن يسبب لي الأمر في تلك الحالة أي مشكلة ولن أخشاه؛ لأنه سيكون مجرد مرحلة من مراحل الحياة, ومجرد خيار من خيارات متعددة, لا أكتب كي لا أموت، ولا أعتقد أنني سأموت عندما أعتزل الكتابة» ويسأل فيصل الرحيل عن اعتبار موضوع الغربة وهل هو محفز أساس في شعرها؟ فقالت: إنها لم تخش الغربة ولم تبتعد عن وطنها وأسرتها يومًا واحدًا لكنها لا تعني أنها لم تجرب الغربة, وهذا يعني.. أنها لا تتذكر أنها قررت أن تكتب قصيدة من وحي شعوري بالغربة, وقالت إن الشاعرة العمانية الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي عندما قدمت رسالتها للدكتورة بالقاهرة (انتحار الأوتاد في اغتراب سعدية مفرح) كانت كمن يكتشف الكثير من مظاهر الاغتراب في قصيدتها لأول مرة.

هذه مجرد إشارات عابرة لجزء يسير مما تضمنه استجواب الأحباب للأديبة والشاعرة العربية الكبيرة سعدية مفرح والتي أسعد برابطة القربى بها.. وكلما أردت أن أنهي هذه الإشارات إلى مثل هذا العمل الجدير بالقراءة أجدني أعود إليه! ولأختم بسؤال الكاتب العزيز عبد الله التعزي (مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة حاليًا) للأديبة الشاعرة قائلاً: أريد أن أعرف من أنتِ بعد كل هذه السنين؟ أدرك أنه ربما يكون سؤالاً غبيًا لشاعرة لها كل هذا الإنجاز ولكنه سؤال للإنسانية التي تبحث عنها الشاعرة سعدية مفرح!

فأجابت: سؤالك ليس غبيًا, كما تعتقد, ولكن السؤال المستحيل, سأظل أبحث عمن تسألني عنها إلى ما بعد النهاية بقليل.. كما يبدو، وسيظل السؤال سؤالاً دون إجابة, فالإجابات لا تليق بالأسئلة المستحيلة.. حتى لو كانت إجابات مستحيلة أيضًا!

الأربعاء، 4 يناير 2012

لصوص من نوع آخر..سولاف هلال..العراق





الليل فارس ملفع بالعتمة والصمت والانتظار ، وهو هارب لائذ بجنح هذا الفارس .
نفسه كتلة من حزن ، وأفكاره حلقات مسننة لاتنفك تضغط على رأسه المثقل بالهموم فتأتي على ما تبقى لديه من صبر واحتمال .
سنواته الماضية محض سراب وأيامه القادمة كابوس مفزع فهو يجهل ما سيؤول اليه حاله في الغد أو بعد غد .
سنوات الحرب والجوع التهمت كل ما يملك وتركته كيانا متآكلا بلا مأوى تطارده لعنة الماضي والحاضر معا .
بالأمس افتعل مشكلة ليبيت في أحضان أحد السجون ، فلقد سئم وجوه أصدقائه التي تنطوي على ضيق كلما حل مساء جديد ،والليلة يتملكه شعور بالعجز .. باللاجدوى فما من وسيلة تنقذ بقاياه الهزيلة من هذا الضياع .
منذ أوائل الليل وهو في سباق مع الزمن ، فثمة هاجس يدفعه ليجوب شوارع بغداد المحببة إلى نفسه ، إنه يسابق الليل ، فمن منهما سيرحل أولا ؟
اخترق شارع الرشيد .. عرج على شارع المتنبي ، عند ناصيته توقف ، مادا بصره إلى أبعد نقطة هناك ، ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة وهو يتذكر كلمات بيتين شعريين من إحدى قصائد المتنبي.
وكلما لقي الدينار صاحبه في ملكه افترقا من قبل يصطحبا
مال كأن غراب البين يرقبه فكلما قيل هذا مجتد نعبا
استأنف المسير رغم التعب الذي حل في جسده، لم يتوقف لحظة عن السير أو التفكير.
إستعرض حياته .. حياته كلها ، إنها تاريخ حافل بالحروب ، هل أبقت تلك الحروب على شىء ؟هل هنالك أمل في أن يستعيد إنسان هذه الأرض أمنه واستقراره ؟ هو لايدري، لكنه يعرف تماما بأن العشرات من الضحايا يتربصون بالموت ، علهم يجدون فيه الراحة بعد عذاب .
تبددت العتمة المهيمنة على المكان الذي يحتويه بعد أن اخترقها شعاع أفقده القدرة على الرؤية ، تابع السير دون أن يلتفت صوب السيارة التي توقفت على مقربة منه.
أحس بخطوات تلاحقه .. ارتاب .. تلكأ ، لعل الأمر يعنيه ، وفي حركة مباغتة انقض عليه رجلان أدخلاه السيارة عنوة .
لم يكن هنالك مايدعو إلى العنف ، فهو لم يقاوم ، وظل مطرقا ، فليس لديه ما يخشى عليه ، لأنه لم يجن من هذه الدنيا إلا الهباء ، ولا يملك فيها سوى ثيابه التي يرتديها ، لقد باع كل شىء ، باع أثاث بيته .. كتبه .. أدوات مطبخه ، حتى ثيابه باعها من أجل لقمة عيش لاتسمن ولا تغني من جوع .
سيارة فخمة وثلاثة رجال، لا أحد بإمكانه أن يخمن أي نوع من الرجال هم ، حتى هو لم يشغل نفسه في التفكير في نواياهم ، أو من يكونون ، وما لبث أن نام بعد أن سرى مفعول المخدر في جسده المكدود .
في الصباح كان الفارس الملفع بالعتمة والصمت والانتظار قد ولى هاربا من جحافل النهار ، فيما لاذ الهارب بالراحة الأبدية .
ماذا تبقى له من حطام دنياه غير هذا الجسد المنهك وها هو قد سرق هو الآخر ،حيث ألقى به الرجال في أحد الأماكن النائية بعد أن سرقوا كليتيه .
لابأس .. فها هو قد وصل إلى غايته ، لكنه رحل دون أن يعلم بأنه مازال يملك مايسرق وأن الحروب قد أفرزت لصوصا من نوع آخر 

ذاكرة الكتابة في أسفار الورود




ت
الاســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
الحالــــــــــــــــــــة
مـــــــــــــلاحظات
1.     
حنان النويصري ليبيا
اكتمل تماما

2.     
- اكتمل تحت المراجعة فقط

3.     
      تهاني دربي.ليبيا.
مسودة1

4.     
ريم اللواتي.عُمان
- اكتمل تحت المراجعة فقط

5.     
ازدهار سلمان الانصاري.العراق
- اكتمل تحت الإضافة وتناول الرواية فقط

6.     
       فاطمة الناهض.الإمارات.
مسودة2

7.     
. خديجة بسيكري.ليبيا
تحت الاكمال

8.     
امتياز المغربي.فلسطين
مشروع كتابة

9.     
سمية البوغافرية.المغرب
مشروع كتابة

10.                     
مسودة2

11.                     
اسماء الاسطى.ليبيا
. اكتمل تحت المراجعة فقط

12.                     
امال العبيدي.ليبيا
مشروع كتابة

13.                     
لبنى ياسين.سوريا
. اكتمل تحت المراجعة فقط

14.                     
هالة  ابوليل
مسودة1

15.                     
بسمة النسور,الأردن
مسودة1

16.                     
بشرى خليل  ..لبنان
مشروع كتابة

17.                     
سعدية مفرح.الكويت
مشروع كتابة

18.                     
وفاء الطيب  .السعودية
مسودة2

19.                     
منى عرب,مصر
مشروع كتابة

20.                     
رائدة زقوت.الأردن
مسودة1

21.                     
فدوى التكموتي.المغرب


22.                     
وفاء البوعيسي.ليبيا
مشروع كتابة

23.                     
فاطمة المرنيسي.المغرب
مشروع كتابة

24.                     
سولارا الصباح.كينيا.كندا
– اكتمل تحت المراجعة فقط

25.                     
شيمة ألشمري.السعودية
مسودة1

26
غالية الذرعاني..ليبيا
مسودة

27
لانا راتب ألمجالي.الأردن.
مسودة1

28
دلع المفتي.الكويت
مسودة2

29
    رحاب شنيب.ليبيا.
مسودة2

30
   إلهام بن علي.ليبيا. .
مشروع كتابة

31
مسودة2

32
      هاجر شرواني.السعودية.
مسودة2

33
ليلى الأحيدب.السعودية
مسودة2

                                                
34
فاتن الجابري.العراق.
مسودة1

35
ابتسام إبراهيم تريسي.سوريا.
مسودة1

36
فيوليت ابوجلد    لبنان.
مشروع كتابة

37
توكل كرمان.اليمن.
مشروع

38
هدى صبري الشريف.ليبيا.
مسودة1

39
مشروع

40
عواطف عبد اللطيف.العراق.
مشروع

41
إيمان بني مفرج.الأردن.
مسودة2

42
مشروع

53
هيام قبلان.فلسطين.
مسودة1

44
مسودة2

45
مسودة2

46
سولاف هلال.العراق.
مشروع

47
ليلى النيهوم.
ليبيا
اكتمل تحت المراجعة فقط


قطر..
ـــــــــــــــــــــــ


البحرين..
ـــــــــــــــــــــــ
تحت البحث

السودان.
ـــــــــــــــــــــــ
تحت البحث

الأمازيغ
ـــــــــــــــــــــــ
تحت البحث

الجزائر.
ـــــــــــــــــــــــ
تحت البحث

موريتانيا.
ـــــــــــــــــــــــ
تحت البحث

بوركينا فاسو

تحت البحث

نيجيريا

تحت البحث

السنغال

تحت البحث

مصر.

تحت البحث

الأكراد

تحت البحث

مسودة2


















مراحل الكتابة بالتحديد حتى الآن كالآتي:
. اكتمل تحت المراجعة فقط
تمت كتابته
مسودة1
أقرب إلى الإكتمال
مسودة 2
بمعنى كتبت و لم تكتمل بعد
مشروع كتابة
وضعت عناصر الكتابة  فقط
دول أخرى وقوميات
أسماء ربما تضاف
  وهناك أسماء أخرى توجد هنا ولاتوجد في قائمة المدونة وسيتم إضافتها