الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

سخط!!غالية الذرعاتي..ليبيا

عند عتبة غرفة موصدة  تعودت أن تتوسدها ، أسندت الجسد المتعب ، وراحت تتجرع – كالعادة -الأحلام .
وخزتها ، أغرتها ، أثارت تعاطفها ... حركتها أقفالها الصدئة ، فغاصت في التقاطعات.
 سبحت بين أمواج البشر ، طوت السماء ، وتحسست بأصابعها التراب في رحم الأرض .
عادت بالخيبة ، فقررت حزم أشيائها والهرب إلى المنفى.

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

نستولوجيا الصمت واللسان لدى سولارا الصباح..ملخص من الكتاب







تفاصيل متأنية لمملكتى ونستولوجيا تشبه الغرق ..نصان رائعان للكاتبة الكينية سولارا الصباح.. قرأتهما فى لحظة فجائية لفتت انتباهى..وقلما اكتب عن اسماء ما لم افكر بعمق..لان الكتابة عن النصوص فى زمن الانترنت والتزوير والسرقات الادبية المنتشرة، مسئولية جسيمة ، حيث يصعب الفرز والمقارنة..لكنى وجدت فى سولارا ما يختلف وسولارا تكتب نصوص بالعربية وتترجم ايضا نصوص الى العربية..اقترح انهما يختلفان فى طرحهما واستقراءهما للاشياء..ويحيلانا الى افاق يمكن قراءة مضامينها على نحو يختلف عن التعامل مع نصوص أخرى..هما مجموعة من التساؤلات ..احاول هنا واقترح استقراء دلالاتها..دلالات الاسئلة ذاتها:
فى النستولوجيا نجد اسئلة تشغل ذاكرة سولارا مثلا:
الفقد بدء لمملكة الحنين،
حد المثابرة بالنواحِ .
لا شئ يربك ذاكرتى سوى أصابع البارحة،
تجرب الاغفاءة،
كخديعة الريح تقتاد الصراخ لغة،
توهم العراء بالعويل.

هذا الصمت المريب او المستريب فى تفاصيل متأنية لمملكتى تبحث عن كنه الاشياء والطبيعة وكل ما حول الانسان...تجد هنا فى صمت سولارا سيميائية الدلالات..فى جزئية البحث عن لغة  لم تاتى بعد للتعبير عن ما يدور فى هذا الكون..كقولها (  لم أعد أثق كليّة  في اللغة لاحتواء وتفسير هذا الوجود  ) وكقولها فى التفاصيل : (لا يمكن العثور علي هذة المعرفة  في الضوضاء والتململ. الطبيعة صديقة الصمت. أنظر الى  الطبيعة  ألاشجار، الزهور، الاعشاب -- تنمو في  صمت؛  النجوم، القمر والشمس،  يتحرّكون في صمت. . . نحتاج للصمت  لكى نكون قادرين على مسّ الأرواح."1" )
وكما فى النستولوجيا:
(في داخلي يرتبك الحنين على مشارف اللحظات التي كانت مليئة بالحماقات ودهاليز المرارة التي حولتني إلى روح تشع بالذعر... أجاهر بكبرياء يتربص بي وسرا أنحاز إلى يقظة ردتني لصوتك يهتف... "أنا احبكِ" لوهلةِ ظننتُ إني حلمت بكونٍ يتأهل بالحدائقِ وله طعم الصباح المؤبجد بالغناء الخالص.. إسمك بوح قيثارة وأنا أشدو"2")
ليس من لغة واحدة موحدة يمكن التعبير بها عن هذا الصمت الذى يلفها ويحيط بها ، واذا ما تعمقنا فى قراءة النص..نجد ان هناك ما هو اشبه بالتصوف او التماثل معه فى درجات نسبية وسيميائية ايضا فتقول هنا فى نفس التفاصيل (  ليس هناك بديل للإلهام المبدع،  او المعرفة، التى تاتى من معرفة كيفية الإتصال بالاعماق للاستماع الى  الصمت الداخلي.) وفى النستولوجيا تصدح بنفس الاسئلة حول الاتصال مثلا
(فتكت بى ثمار البوح
تمتمة السكوت،
ثرثرة الصمت.
وأنت فى المنتصف كخواص الروح.
لم أدرك إلا كثافة الهذيان،
تسرق أنفاسي التي هجست كشهقة الغريق.
آآآه كم تبعد الأشياء عن لغتي؟!"3") وكيفية الاتصال التى نرى البحث العميق عنها هنا وهناك..هو ذاته السؤال : كيف يمكن ايجاد لغة موحدة تعبر لنا ونعبر بها..تتحدثنا..لغة يمكن من خلالها ان يفهم انسان فى اقاصى العالم ماذا نقول وكيف نعبر وايضا هو الآخر يفهمنا بنفس القدر من العلو والسمو والتعمق او كما يقول اميرتوا ايكو فى الحاجة الى العلامات:
(لنفترض أن السيد سيغما، وهو مواطن إيطالي يقضي عطلته في باريس، بدأ يحس ب" ألم في بطنه ". ولقد استعملت لفظا عاما، لأن السيد سيغما لا يشعر سوى بإحساس لم يتبين كنهه بعد. وسيحاول بعد ذلك تحديد طبيعة هذا الاضطراب : هل يتعلق الأمر بقرحة المعدة ؟ أم بانقباض أم بمغص ؟ إنه يحاول أن يعطي اسما لمثيرات غير محددة بعد. فعندما يصل إلى تسميتها، فإنه سيمنحها بعدا ثقافيا، أي أنه سيصنف ما يبدو لحد الآن باعتباره مجموعة من الظواهر الطبيعية في خانات محددة و"مسننة". إنه يحاول بذلك ربط تجربته الشخصية بسمة تجعلها قابلة لأن تقارن بتجارب أخرى سبق أن منحتها كتب الطب أو المقالات  الصحفية اسما "4")الخ..ومن هنا يتبين لنا الافق الذى تسعى اليه سولارا..لغة جديدة..لغة تختلف ..فالعالم لايتفق الا على الاشارات او ما يحيلك الى المعنى حسب كل لغة وثقافة واتجاه ومضمون...لكن تفاصيل مملكة سولارا تقول لنا ايضا..وتكرر اصمتوا كما يصمت الكون..او بمعنى انصتوا لايماءات الكون الساكن الذى فى دلالاته حركة دائبة فى صمت وروحانية مطلقة..يرسل اشارات لايصعب فهمها..مثلما هى لغة الاشارة الدالة الى المعنى ..فالخرس يتخاطبون بالاشارة ويفهمون بعضهم البعض فى توحد غريب..ايضا الطبيعة يمكن ان نتوحد مع لغتها اذا تعاملنا مع دلالاتها بالاشارة!!كقول سولارا (هنا فى مملكتى  والصمت تعال أيها الانسان: إجلس بهدوء، وإستمع للصوت الذي سيقول لك: ' كن أكثر صمتا.,مت ,أسكت. الهدوء الإشارة الأكيدة  الى انك مت! حياتك القديمة كانت سلسة من الهروب من الصمت, والان تحرك خارج أسوار أفكارك  المرتعشة الخائفة وعش فى الصمت... الصمت: المعلم العظيم انتبه له."5 ") بمعنى انك انت لاتعرف لغة قوم فى مكان لايتحدث بلغتك..يمكنك التفاهم بالاشارة..فالصمت هو لغة العالم المشتركة التى يمكن ان تؤدى الى معنى وهى هنا تحيلنا الى عالم يختلف..وهوليس الايحاء باللسان كما يقول جان مولينو (إن الدلالة المميزة '' لأحمر'' هي "الحمرة "، إلا أن أحمر لا يدل على الحمرة إلا من خلال تحديد الكيان التي تنطبق عليه الحمرة. ومن هنا، فإن "أحمر" لا يمكنه أن يستمر في الوجود وحده في الخطاب، وذلك لوجوب التعبير، داخل هذا الخطاب، عن الكلمة التي تدل على هذا الكيان "6") وهذه وان كانت مقاربة ابعد لكنها فى النهاية تحيلنا الى معنى ربما تعنيه سولاراعندما تحيلنا الى نفس المعنى فى النستولوجيا وهو معنى اكبر واوسع افقا من الذاتية وان كان قد تبين  لنا غير ذلك من قراءة نص واحد..او البعد عن المقارنة..وهى قراءة عابرة لاتؤدى الى سولارا.. مثلا: (على مهل كنت أطبع ذاتي بيقين امراة عاشقة.. وأركض في مساحة الوعي لديك لأدخل في صمتك، عزلتك المشحونة بذاكرة مزدحمة بسيرة النساء اللائي مررن على باحة القلب وتركن الخراب! أتراني أقدر على زلزلة الارتباك في قلبك؟! "7")  او ايضا كما تكتب فى النستولوجيا (أنا سالتك أن تقترب.
تناسخ في وجودي مثل ذاكرة خرجت من غفوة الكسل.
ضوء يزيل من المساء ظله.
تعال "8" ) ...
الاشياء لايمكن التعبير عنها الا بلغة واحدة هذا ما ترسله سولارا  وهذا غير ممكن فى هذا العصر..لكنه يحيلنا ايضا الى استشرافها لزمن يكون فيه العالم قادر على الانصات اليك وفهمك بلسان واحد لايحتاج الى تفكيك حروف ولا الى دلالات معقدة قد لاتحيل الى اى معنى بالنسبة الى متلقى ما...
نص تفاصيل متأنية لمملكتى وايضا نستولوجيا تشبه الغرق.. نصان  يحتاجان الى قراءة اعمق وجهد اكبر ...يضاف ايضا الى القراءة، الحاجة الى قراءة نصوص اخرى لسولارا فلاشك ان هناك ما يمكن قراءته والتعمق فى دلالاته وايضا للتفكيك والمقارنة..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)     تفاصيل متانية لمملكتى .
(2)     نستولوجيا تشبه الغرق .
(3)     "          "       ".
(4)     فى الحاجة الى العلامات ..ترجمة : سعيد بنكراد.
(5)     تفاصيل متأنية لمملكتى.
(6)     الدلالة الايحائية واللسانيات بين المنطق والسميولوجيا  ..جان مولينو.. تقديم وترجمة : سعيد بنكراد.
(7)     نستولوجيا تشبه الغرق.
(8)     "         "         "

    *نشرت بمجلة الثقافة العربية عام 2008م.

الأحد، 20 نوفمبر 2011

مقابلة مع الأديبة الفلسطينية هيام قبلان..فلسطين


عن موقع المُثقف

يوسف شرقاوي  
hyam_qabalanلم أصدق صديقي العربي المقيم في القاهرة، عندما حدّثني عن رواية الأديبة الفلسطينية هيام قبلان، كان يتكلم بشغف عن روايتهارائحة الزمن العاري،
وكم كان حزينا عندما لم تناقش الرواية في معرض الكتاب في القاهرة، لِأسباب مازال يجهلها، لأن الرواية حازت إعجاب الكثيرين من روّاد معرض الكتاب في القاهرة، ومكتبات أخرى مرموقة منها على سبيل المثال لا الحصر، دار التلاقي للنشر والمطبوعات.
تشوّقت لقراءة الرواية، ولم اجدها في المكتبات لنفاذها من على رفوف المكتبات، لكن استطعت ان أحصل عليها من صديق على أن اردّها له بعد أسبوع على ابعد تقدير، غلاف الرواية زادها تألقا وهو لوحة فنّيّة للفنان الفلسطيني تيسير بركات.
في البدء اعتقدت ان زميلي بالغ في توصيف الرواية بأنها ترقى الى مصاف الأدب العالمي، لتأثرة بقول ميشيل دي مونتين في توصيفه عن ترسيخ الأشياء في الذاكرة، وعدم المقدرة على نسيانها، أو لتأثره بمعتقد الكاتبة وفلسفتها عن تناسخ الأرواح والعيش مرّتين
 لكن فجأة انتصب امامي السؤال المدخل، من أوحى لتلك المرأة أن تتطرّق لوضع المرأة، خصوصا المرأة الأرملة ضمن مجتمع تتأصل فيه الذكوريّة الفجّة؟ومن أين لها تلك الجرأة النادرة في التصوير والتوصيف بعبارات ومفردات إستطاعت ببراعتها أن تقشِّر الزمن حتى يظهر عاريا من الأقنعة، وكأنها تلامس اللحم الحيّ في مجتمع بني على نفاق وفساد مركّبين، ينهشا أجساد الكادحين الذين هم حراس السدنة، حرّاس الهويّة والأرض، ولم أكن أعلم أن الأديبة تِلك تمتلك هذا القدر من صياغة متانة النص والبراعة في التسلسل الروائي الفذ والممتع، بمضمون صريح وجريء لامس سلطة غائبة عنّا ألا وهي سلطة الجسد واستبداده التي لاتقل عن سلطة إستبداد النظام السياسي والإجتماعي، والفكري، والثقافي، وتفريغ شهوات الجسد الذكوري البعيد عن الروح على روح وجسد، ولن أبالغ إن وصفت روايتها بالرواية الرئيوية والتوعوية للمجتمع وذلك لكبر الفكرة بين ثناياها الثقافية والفكرية والاجتماعية، كذلك لبراعتها في توصيف المشاعر الإنسانية بكل نبل واحترام لروح المرأة، وقاربت بين شهوة الروح وشهوة الجسد مابين الحب والجنس وتمازجهما الذي قد يحرر مجتمع بأسره إن اتقنا مزج رائحة الجسد برائحة الزمن برائحة دم الشهيد...
الأديبة الفلسطينية هيام قبلان أرجو أن تسعفني تلك المقدمة السريعة عن روايتك رائحة الزمن العاري بطرح سؤال :..

 أي ثقافة عميقة وجريئة أوحت لكِ بكتابة تلك الرواية الإثتثنائية؟ومن أين لكِ هذا التمكّن في إدخال السرد الشعري الى الرواية مما أضفى عليها جمالا ولا ابهى؟
 ج) أولا أشكرك لهذه المقدمة أخي المبدع والكاتب يوسف الشرقاوي، وأتمنى أن تكون روايتي قد لامست روح القارىء العربي الذي لم يعتد ربما على طرح مثل هذه المواضيع في الرواية العربية وقد أكون نرجسية ان قلت أنها ترقى الى مصاف الأدب العالمي وهذا ما أدلى به من قرأ الرواية، فثقافتي وبكل تواضع هي نتاج دوري ككاتبة وشاعرة تعيش في مجتمع ذكوري يمنع من المرأة طرح مواضيع تخص المرأة والرجل على حدّ سواء،، كالجسد،، وممارسة الحق في التعبير، البعث للحياة من جديد،، التحرّر من عقدة شهوة الجسد،، تخطي حدود حمراء بموضوع الجنس، صراع الهوية والانتماء، ، رفض القمع والاستبداد،، كلّ هذه المواضيع وأكثر كانت محفّزا لانطلاقة الشرارة الأولى لكتابة روايتي وذلك بعد سبع مجموعات شعرية،، اذ فيها تتمرّد البطلة " هزار " على سلطة الجسد وسلطة الأب والأخ والعاشق، والمجتمع لتؤكّد أن مجتمعنا العربي للأسف لا يملك " ثقافة الجسد والاصغاء له" ولا يعرف كيف يتعامل مع هذا الكائن المعجون من لحم ودم وما مدى علاقة الجسد بالطاقة والشحنات التي تقتل الروتين وعلاقة رائحة الجسد بالزمن العاري وبرائحة دم الشهداء، وثقافتي لم تأت من فراغ انما هي حصيلة مطالعة واطّلاع، ودراسة الأدب العربي والشعر القديم والحديث، وفن الرواية والنقد الروائي، هي حصيلة احتكاكي بعالم الرجال في الأدب والسياسة وفي داخل المجتمع ودوري الريادي في كتابة أول قصيدة لي في سن مبكرة كانت بعنوان " خائفة"،، وحين انطلقت الى الفضاء الرحب وخارج حدود المكان أي خارج حدود الخط الأخضر اكتملت الصورة بذهني لكتابة رواية بدأت بكتابتها على الورق ونسيتها في درج مكتبي وذات لهفة وصرخة استنهضت بي قواي وروحي ودمي لأعلم أنه لا بد للعودة لهذه القصاصات ولملمتها ووضع نهاية للرواية، فسافرت الى القاهرة بعد أن كنت بتواصل مع دار نشر التلاقي مع الشاعر والكاتب المسرحي السماح عبدالله الذي قرأها وأعجب بها ورشحها بعد طباعتها مع دار النشر لجائزة بوكر للرواية،، أما الجرأة فهي مسألة تسكنني منذ الصغر ولم أفكر بالقارىء أو المجتمع حين كنت أكتبها بل كنت أمارس حقي بالتعبير دون قيود وبخفر جميل للأنثى المتوهجة في الرواية،، وأقول أن كتابتي للرواية ليست هروبا من الشعر أبدا،، فالشعر مولودي الأول والبكر ولا غنى عنه ومن يظن أن كتابة الرواية أسهل من الشعر فهو مخطىء، يحتاج الكاتب لذكاء وتمكن من اللغة والبلاغة وفنية الرواية كالسّرد لأن السّرد أحد الأعمدة الهامة لتأثيث الرواية وبنائها فلم تعد الرواية اليوم تعتمد على السرد الحكائي بقدر ما تنقله للقارىء من مشاهد ووصف والتعامل مع الشخصيات التي ربما غير متواجدة في الواقع وهنا دور الكاتب بالخيال الواسع وتحكمه في قضيتين " التحليق والعودة" الى أرض الواقع من جديد،، وعلى الكاتب أن يكون مطّلعا على الثقافات الأخرى والأدب العالمي أيضا لتتسّع آفاق تفكيره في بنائه للرواية من شخصيات وأحداث ولحظة التأزم وايجاد النهاية ان كانت مفتوحة أو مغلقة،، بصراحة أحببت هذه المغامرة،، غامرت وأنا بصدد كتابة رواية جديدة لم تكتمل بعد .

ج) السّرد الشعري في روايتي ربما جاء مني كشاعرة قبل كل شيء،، فقد طغت اللغة الشعرية على السّرد في كتابتي الرواية ولا أرى في ذلك أي تشويه بل بالعكس أضاف الشعر الى فنية الرواية الكثير،، حتى أنك تجد أحيانا أبياتا شعر على لسان البطل " نبيل" أو من خلاب لوحة معروضة لشخصية " أدهم" الذي يلعب دور الرسام فيها ليختلط اللون بالحرف وبالطبيعة الجميلة للأماكن في حيفا والناصرة وغيرها وحتى برائحة الدم الممزوج بتراب الوطن يتراقص الجسد احتراقا بلهيب اللغة الشعرية السردية .
كلي أمل أن تصل روايتي ليد محبي الشعر والرواية وأن أكون قد أضفت للمكتبة العربية كتابا مفيدا ومغايرا ..أترك الرأي للقراء والنقاد.

س) ما هو تقييمك لروايتك رائحة الزمن العاري سيّما أن لك رؤية نقدية بلغة أدبية شفافة، وهل أنت راضية عم محتوى الرواية أم أنّ رضى المتلقي غاية لا تدرك ؟
ج) أعتقد أنّ على الكاتب أن يكون ناقدا لنفسه أولا ولأدبه ثانيا قبل أن يتناول عملا نقديا لغيره ولكن لا يمكنني تقييم روايتي والاّ كان كل كاتب يقيّم أعماله الأدبية ويرى فيها الأجمل والأروع والأفضل والأنجح،، نحن دائما بحاجة لعين أخرى تقرأ وتبصر ما نكتبه فرأي القراء والنقاد ضروري طبعا، ولكل رؤيته وتحليله وكلّما كان العمل الأدبي مختلفا عليه يكون أكثر اقبالا لتداعيات أخرى ومثيرا للجدل،، أما اذا كنت راضية عن محتوى الرواية، ، كموضوع ومضمون نعم أنا راضية لأنني طرحت قضيتين هامتين بالنسبة لي وبالنسبة للمجتمع الذي أعيش فيه وأيضا كقضية عامة وجماهيرية كموضوع المرأة الأرملة في مجتمع ذكوري وحقها في الحياة من جديد وعلاقة النهوض بالجسد والذي له علاقة في الرواية بالأرض والدم والموت،، والقضية الأخرى التجنيد الاجباري للطائفة العربية الدرزية في ظل الصراع السياسي داخل الخط الأخضر وفقدان الهوية،، وفي رأيي أن على الكاتب حين يكتب عملا روائيا عليه أن يطرح قضايا قد تكون خاصة لكنها تهم المجتمع والرأي العام، أما رضى المتلقي فهو بالنسبة لي أيضا غاية وكبيرة وهامة جدا لأنني لا أكتب لنفسي بل أكتب كي يقرأني الآخر ويتماهى معي ويقبل على قراءة ما أكتب بكل حب وشوق والاّ فما نكتبه سيغطيه الغبار ويهمل،، فالعمل الروائي يحتاج الى عدة عناصر مجتمعة ليكتمل العمل : من موضوع، فكرة، أسلوب، فن، بناء الرواية بشكل يلائم العصر من أساليب فنية ولغة ابداعية، وترك الرأي والنقد للآخرين،، فمتى ينشر العمل يصبح ملكا للآخر ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابط الموضوع:

المطر ... أنثى..زينب شاهين..ليبيا



 
الشتاء أنثى..تعشق ثنيات الوفرة..ومواسم النماء ، تغسل شعرها الحريري الممتد عبر أذرعها بعبق الأريج والأقحوان .
المطر أنثى..هكذا صببت عليه دعوتي وأنا أرقب انطلاقاته المنسكبة على جرح الزمن..
المطر أنثى..أراقب هطوله الجميل فأراه أنثى تتبختر بغنج تحمل بين أفئدتها ضجيج الكون ، وبرق التمرد ، وعاصفة العشق فتصير نماء وحقولاً غارقة في اخضرار ممزوج بالزهو.
المطر أنثى..لأنه أصل الأشياء.. أصل البدايات الصامتة ، أصل الحكايا وأصل الغناء " يا مطر صبي صبي فرجي عنى كربي " ، ونركض بحثاً عن مأوى مغمضي الأعين في نشوة صارخة الوصف.. حتى نبتل فنتلذذ بطمي أجسادنا وصرخات التوجع ..
المطر أنثى... تأتى بعد صخب وضجيج وانشقاق السماء وهيجان البحر وزوابع الترقب ، لكنها تهمس بطهر العذارى..  أيها الكون أنا آتية من الأعالي أعانق السمو.. أفرش بسطاً  مخملية..
المطر أنثى .. هكذا يهيئ الكون نفسه لاستقبالها بطقوس الرهبان وصلوات براءة الطفولة..المطر ماء والماء أصل المكنونات  والأشياء المبعثرة داخل مملوكات الكون وفى البدء كان الماء" عرش الله على الماء".

المطر أنثى..طفلة شقية تقتبس لحيظات الرفض فتلقى بكل الممنوعات معربدة في وجهة لم تدرك ملامحها بعد.

المطر أنثى... تصارع ميقاتها الطالع كجذع نخلة ، شامخة ، تسمو بعطائها المتسلسل في مسراب الحياة ، ممزوجة  بأوردة الجسد ، وميقات الأيام .
 ـــــــــــــــــــــــــــ
من مؤلفاتها[طمي دمي]

قلوبٌ من تراب إيمان بني مفرج..الأردن





سأنوء بكلِّ ما أحملُ اليوم وأبتعد.. حتى يئين الرحيلِ المتأخرِ جداً عن موعده - ما أصعبَ الترتيبَ في اللحظاتِ الأخيرةِ- وقلبي الذي أحملهُ في جوفي هذا الذي ينثرُ الترابَ مع الدماءَ، هذا الذي يتنفسُ من هواءٍ لم يُعجنَ بيومٍ مع ندى، هذا الذي ليسَ إلاّ من تراب، وما أدراكَ ما التراب !!
وصلَ التحدُّبَ في ظهرِ المشوارِ حتى النصف .. بل كأنهُ بدأ يَنحني للأسفلِ وهذا الحملِ الذي يتدلّى على الأطرافِ؛ يتلاعبُ بخطواتي كيفما يريد، وأنا الأسيرةُ فهل من محرر!
وصلَ الكَدَرُ الحَلقُ؛ واختنقتْ كلُّ الكلماتِ في عُنقِ البوحِ وازدادتْ حِبالُ الظُلمِ أنانيةً وحزم.
أحدودبَ   ظهرُ الكلماتِ تماماً وبدأ بالزحفِ نحو الخلاصِ من كلِّ المحيطات، وما أوسعَ المحيطاتِ وما أكثرَ من يعيش فيها وما أكثرَ من يموتَ على أطرافها!
يغريني النهرُ الصغيرُ دائماً ولا أحبُّ عبورَ المحيطاتِ، وها أنا أزحفُ بِنصٍّ أحدبٍ تماماً على ماءٍ بِلا أرضْ؛ فهل لي من وصول؟
لمنْ أُهدي ياسميناً مازالَ يختبئ في جيبي الصغير!
سألتمسُ لكَ يا قلبُ العُذرَ في تلوينِ العذابِ، هذا الذي باتَ يرسمُ على وجنتيكَ شعاعَ الرضا، وسأهديكَ عوداً من ياسمينٍ أبيض؛ يسمحُ للهواءِ أن يَسكنهُ ليصيرَ ورقةً بباطنِ دفتركَ الذي يمارسُ سطوَهُ في تلكَ الحقيبةِ الفارغِة من كلِّ شيءٍ عَدا الهموم.
فيا أيها الموجوعُ بنيرانِ النَظمِ سأحدّثكَ بهمسٍ ينازعُ القصيدَ ولعاً؛ فاستمع لنزفي:
قلوبنا من ترابٍ؛ لا يُهلكها الصدأ فكلِّ الترابِ طَهورُ
وعيوننا من خلفها تسيلُ كلُّ مياهِ الأنهرِ بخشوع
وأيادينا بأصابعها العشرة تعزفُ على قيثارةِ العمرِ المديدِ بالآهاتِ والدموع
وأنفاسنا لم تزلْ تلهثُ بلهفةٍ أصيلةٍ تُجلسنا على حمّىً وسهر
وأحلامنا الهرِمةُ العجوزُ، لاتزالُ تصهلُ في الأعماقِ تبحثُ عن حقائقَ وشموس
ويبقى القلبُ يمطرُ بذراتِ ترابٍ
حبّة .. حبّة
وذرّةً .. ذرّة
ولهفةً .. لهفة
فدعني يا وعدُ أمضي بكلِّ طرقاتي المرسومةِ بالقناعة، المرصوفةِ بالحنينِ، المدججةِ بالأحلامِ، المرصّعةِ بحزنٍ وكأنهُ الدرُّ المكنون في قعرِ المحيط، ودعْ القلبُ يا قدرُ ودع تُرابهُ يتنفس؛ فقد ناءَ الحمّال بالحِملِ وباتَ حتى عظمُ الروحِ ثقيلُ. فدربُ الصوابِ دائماً وعرٌ وخيطُ الروحِ "الحق" يبقى غليظَ العهدِ والشدِّ.
ما أثقلَ البياضَ وما أوعرَ طريق القلب الذي لم يزل من تراب..

السبت، 19 نوفمبر 2011

طفولة...شيمة ألشمري.ق.ق.ج...السعودية



أمسك النحات المطرقة والأزميل ، وبدأ عمله الشاق ...


حول تلك الصخرة إلى سمكة جميلة ..


ابنته الصغيرة ترقبه بإعجاب قائلة : مسكينة 


[ السمكة ] كانت عالقة بين الصخور !


تتحين فرصة .. تأخذ السمكة، وتتجه إلى البحر ...


تعود وهي مسرورة بفعلتها ...


ألم يطلق والدها عصفورها الصغير من القفص ؟ !

بسمة النسور-الأردن




03 مارس 2006
شهادة إبداعية
بعد صدور أربع مجموعات قصصية لي على مدى سنوات عشر، أجد نوافذ ذاتي مشرعة على الشك في جدوى ما اقترفت يداي، وأطرح أسئلتي المرتابة حول مدى إخلاصي لتجربتي القصصية، وأنا أدرك تماما أنني لم أمنحها سوى الفائض من اكتراثي. أسئلة تظل معلقة مثل الخطايا التي لم يكفر عنها بعد، حتى تحين لحظة المكاشفة ومواجهة الذات. والحق أنها ليست لحظة ممتعة، وغالبا ما أعمل على تفاديها وأنجح، في معظم الحالات، في التهرب من الجردة النهائية لأنها لا تفضي بي إلى الإحساس بالرضا؛ بل تحشرني في زاوية التقريع لذاتي والاعتراف بالتقصير، حيث تتجلى نفسي اللوامة معاتبة إياي على كسلي غير المبرر.
أحاول جاهدة استعادة يقيني الذي تبدد وبراءتي الأولى، وتلك الفرحة “الهبلة” التي كانت تكتسح روحي بسهولة حتى أنتهي من كتابة قصة ما. آنذاك كان بإمكاني أن أقفز بهجة، وأن لا أتورع عن حب نفسي، والتعبير عن ذلك الحب بأكثر الطرق صبيانية. ولم أكن لأتردد في قراءة القصة على مسمع أول ضحية تصادفني لأنتزع اعترافا فوريا، وربما قسريا، بأنني قاصة ليس لها مثيل.
أفتقد اكتشافي المذهل بأن لهاثي الأزلي خلف الحرية ليس له أي ضرورة لأن كتابة القصة تهبني ببساطة شرط الحرية التي أتحرق إليها. وتمنحني مشروعية بناء عالم يخصني وحدي. وتتوجني سيدته. وأعبر من خلالها عن أكثر أفكاري وقاحة وتطرفا وجنونا (أحيانا) دون أن أتكبد خسائر تذكر. وأحّمل مخيلتي الجامحة وقدرتي على التقاط التفاصيل، وفضولي أيضا، وزر انجازي القصصي (وأطلع منها مثل الشعرة من العجين).
أفتقد إحساسي بالزهو حين وصلتني أول رسالة من قارئ مجهول يشكرني على قصة نُشرت في الملحق الثقافي، ويؤكد لي أنها تعبر عما يجول في خاطره بالضبط. وحين قام أحدهم بسلب قصتي ونسبها إلى نفسه، وهاتفني معتذرا ومبررا سلوكه. قال لي:” لقد أحببت تلك القصة إلى درجة أنني تمنيت لو كنت كاتبها. وأحببت أن أعيش الوهم ولو قليلا “.
وكذلك حين أخبرني أحد القضاة أن بيته تعرض للسرقة ليلة العيد، وأن مجموعة ” نحو الوراء” كانت ضمن المسروقات، إضافة للتلفزيون والفيديو!
أفتقد ذلك الزهو الجميل، وذلك اليقين الذي لا يأتيه باطل، بأنني حين أكتب القصص أحدث اختلافا ما وأمتلك مقدرة التأثير على الآخرين. لم تثر الدراسات النقدية العديدة التي تناولت أعمالي القصصية فرحا داخل روحي، وإن كانت تحقق نوعا من الرضى. أما الدهشة الحقيقية؛ فكان مبعثها تلك العلاقات الإنسانية الشفافة التي تكونت مع بعض القراء الذين كانوا يعبرون بعفويه عن إحساسهم بقصصي، فيتضخم إحساسي بالزهو والبهجة. ربما تحول ذلك الزهو إلى غرور أحمق، غير أنه ظل في سياق البراءة والدهشة التي رحلت فيما بعد إلى غير رجعة.
أين تلاشى كل ذلك الألق البكر، والهوج، والاعتناق، والإحساس المتين بجدوى الكتابة؟ بعبارة أخرى، لماذا ينبغي علينا أن نكبر وأن نمتلئ بالعقد ونتحول إلى شخصيات مركبة وننضو عنا ثوب العفوية البهي، ويصبح كل ما يتعلق بنا مدروسا ولائقا وحائزا على إقرار الجميع؟ ثم من قال إن تقدمنا في العمر يعني أن نكف عن الطفولة وكأنها ذنب لا بد من التوبة عنه في مرحلة ما؟!
أنا أعتقد أن هزيمة أي منا لن تكتمل ما دام يمتلك بعضا من ملامح طفولته. لذلك فإن التشبث بطفولتي حتى الموت هو هاجسي الكبير. لأنها حصانتي الأخيرة في مواجهة القبح الذي يطغى على معظم الأشياء، وهي الحاضنة الوحيدة لطاقتي على الدهشة والانفعال والفضول، وبالتالي الرغبة في فعل الكتابة الذي لا يخلو من نزق وتهور.
أعترف أن علاقتي بالكتابة موسمية؛ إذ يحدث أن أغيب عنها لسنوات. وقد يعتريني الشك في مقدرتي أو حتى رغبتي في كتابة المزيد من القصص، وأحيانا أتعامل بحس ساخر مع ما يعتبره الآخرون إنجازا.
وأحس بأن ثمة أمورا أكثر متعة يمكن أن نستثمر ما تبقى من العمر بها، وينتابني العجب من أولئك الذين يكتبون بدم بارد عشرات المجموعات القصصية دون أي تأنيب ضمير، ودون أن تظهر عليهم أي بوادر توبة، أو أن يعتريهم الملل والإرهاق.
أحاول أن أتغلب على قلقي حين يمر وقت طويل دون كتابة، وأتذكر دائما جواب حكيم هندي حين سأله أحد تلاميذه: أين تكون الريح عندما لا تهب؟
أجاب الحكيم: إنها تكمن داخل روحك بانتظار اللحظة المناسبة!
من هذا المنطلق لا أقسو على نفسي، وأتيح لمزاجي المتقلب، كما الريح، أن يحدد علاقتي بالكتابة؛ فلا أذهب إلى القصة بقرار مسبق لأنني أعرف أن لحظة الكتابة لن تأتي إلا في اللحظة المناسبة وعندها. فهي تطغى على كل شيء، وتفرض ذاتها جارفة في طريقها كل ما نظنه من أولويات.
وتظل ولادتي الإبداعية متعسرة، ومع ذلك لا ألجأ إلى الطلق الاصطناعي حتى لو مكث الجنين في أحشائي إلى الأبد. ولا يمكن الاقتراب من الكتابة إلا بعد بلوغ أقصى حالات التوتر حين أحتشد تماما بالشخصيات وهي في الأغلب ليست سوية. ولكن ليس ذنبي أن العالم مكتظ بأولئك المعذبين والمهمشين والمسكونين بالرعب من الموت، والشيخوخة والغياب، والتواقين إلى الخلود، والمتوحدين والمستوحشين والعاشقين للحياة والحالمين بمصائر أكثر رأفة، والطامحين إلى العدل والجمال والحرية. ليس ذنبي أنني أشبههم، وأنني أنجذب إليهم بشكل تلقائي وأرغب في تقمص ملامحهم، وأتفهم رغبتهم في لفت الأنظار إلى عذاباتهم، وأسمح لنفسي باسمهم أن أستغيث وأن أحتج وأشتم وأدين، وربما يصل الأمر إلى القتل أو الانتحار أو النكوص، فأشعر بشيء من الارتياح الذي لا يتوفر سوى بكتابة نابعة من أعمق نقطة في الروح حتى لو بدت ذات لغة محايدة ومكثفة كما يحلو للبعض أن يصف أسلوبي في الكتابة.
أحب البساطة في التعبير، ولا أقع بسهولة تحت إغراء اللغة، وأعتبر أن النص الأفضل هو النص الممسوك والخالي من الثرثرة الفائضة التي تعمل على ترهل القصة. كما تأسرني القصة القائمة على المفارقة حين لا تكون مفتعلة وجاهزة في ذهن القاص ومكشوفة منذ السطر الأول. وأعتبر أن أفضل ما كتبت كانت قصة المفارقة، وأستطيع الإدعاء أنني نجحت في هذا السياق، حتى أن بعض النهايات التي كتبتها كانت تثير استغرابي ودهشتي معا. وما زلت أعتقد أن الكاتب يمتلك حدسا دقيقا حول قصته، ويستطيع أن يتكهن بمدى جودتها.
علينا أن نعترف أن كتاب القصة هم الأكثر دهاء. ثمة ملامح مشتركة تميزهم عن كتاب الأجناس الأدبية الأخرى. إنهم في الأغلب سريعو الملل. قليلو الكلام دقيقو الملاحظة. كثيرو التلفت من حولهم. فضوليون بطريقة مزعجة، عصابيون. يتصرفون كجواسيس. باطنيون. ولا ينصح بوضع الثقة بهم وينبغي التصرف معهم بحذر، فهم متحفزون دائما ولا يتورعون عن توظيف أي موقف مهما بدا ثانويا في قصة قادمة!!.
وهم يتمتعون بحساسية عالية تجاه الأشخاص والأحداث والأمكنة. والأنا لديهم ليست بالتضخم المألوف لدى باقي الكتاب. ومع ذلك، فإنهم يستحقون التعاطف لأن إنجازهم القصصي مهما بلغ من التميز فإنه لا يؤخذ على محمل الجد ما لم يتوجونه بأعمال روائية، على اعتبار أن الرواية هي الأصل والقصة ما هي إلا تنويع قاصر، أو مجرد تدريب على كتابة الرواية.
كثيرا ما كنت أواجه بسؤال حول كتابة الرواية باعتبارها مرحلة أكثر تطورا وجدية. بالنسبة لي، فقد تخلصت من هذه العقدة التي عانيت منها لفترة، ولم تعد تشغل بالي أو تقلل من قناعتي بأهمية فن القصة، حتى لو كان جمهورها في تناقص.
وماذا بعد؟
كيف لي أن أصفي حسابي؟ كيف أوازن بين فرحي بما حققت، ورغبتي في التنصل من هذا المد والجزر الذي أعياني وجعلني في تحفز دائم؟ حالة تشبه الجنون. يخيل إلي أن الكتابة ضرب من الجنون، رغم أننا نكتب بوعي كامل. ولكن أليس اكتمال الوعي يكمن في غيابه؟ ما الذي يضيرنا لو أقررنا بجنوننا أحيانا؟ أليس المجنون هو أكثر حرية؟ إلا يحصل على مشروعية مطلقة لارتكاب أكثر الأفعال الغرائبية والتفوه بأكثر العبارات جراة ؟ أوليست أحلامنا تعبير عن الجنون الكامن فينا؟ إلا تحاول الكتابة الاقتراب ولو قليلا من عوالم الحلم. فلنكن مجانين إذا حتى يتسنى لنا تفهم ما يدور حولنا، ولنصدق حكاية العالم الذي تحول إلى قرية صغيرة كل ما فيها مكشوف ومتوقع ومقبول.
أحس الآن أن كل قصة أكتبها سوف تسلبني حفنة من روحي. ويخيل إلي أن ثمة قصة قاضية سوف تركلني بعيدا عن حلبة الحياة، وترسلني مباشرة إلى حتفي. لذلك أخاف من التورط تماما في فعل الكتابة.
ثمة إحساس لدي بأني في سباق محموم مع خصم غامض وإن شارة النهاية بدأت تلوح. في روحي جشع هائل للحياة, أريد أن أحياها ضمن ما توفره من لحظات فرح خاطف. تفر مني قبل أن أتمكن من القبض عليها تماما. أريد أن أتشرب ما تبقى من هذا العمر الذي مضى كحلم غير قابل للتفسير، وأن أنهمك في حاضري المليء بالرعب والتوتر. إن أمشي صباحا في شوارع خالية إلا من نعيق غربان لم تعد تثير تشاؤمي من فرط التكرار. أريد أن أتناول قهوتي الصباحية برفقة الجارة التي لا تعاني من أي قلق وجودي. أريد أن أشتاق إلى أصدقائي وأن أخاصمهم أحيانا. أن أرسل ورودا تعبر عن شماتة إلى صديقتي التي بلغت الأربعين. أن أثير حنق البائع في المساومة ثم لا أبتاع شيئا. أن أنزعج حين يحرر لي الشرطي مخالفة مرور بسبب الاصطفاف في مكان ممنوع. أن أذهب إلى مصفف الشعر وأن أقرأ حتى يحين دوري عن مستجدات الصراع بين نوال الزعبي وأصاله.
باختصار، أتوق إلى حياة عادية بلا أحلام كبرى ومسؤوليات جسيمة وقلق ينحت روحي حيال قصة كل مرة أنسجها على مهل، ثم تنسل بخفة لص، وتخلفني متنبهة مثل ضمير يتقن التأنيب في لحظة، وأعصاب مشدودة كمسدس محشو وضع في يد مجنون، ومشحونة بانتظار عودتها الباهرة التي تشي بانسلال محتمل فيما لو بدأت بكتابتها فعلا!!!

رأس بحجم حبة حمص..!• ازدهار سلمان الأنصاري.العراق.



ما برحت التساؤلات تطرق رأسه .. منذ متى ونحن نكبر، تنمو عظامنا ، حتى
أصبحنا عمالقة ؟ ولكن ..! رؤوسنا ما زالت على حالها ، حجم صغير ، عقل
صغير ، رأس مشحون بتفاهات عالم جمع المال بأية وسيلة ... أفكاره في
تلك اللحظات كانت شهادة إدانة لهذا الواقع المؤلم الذي يكتنفنا ..!!
حين جلست قبالته .. حدثته طويلا عن حياتها .. عن الأدب والتاريخ
والموسيقى .. عن الحب الذي ما كاد شراعه يبحر حتى هوى مضرجا بالخيبة
باحثا عن مرفأ آخر ..!! المال كان هو السبب فحين يدخل الفقر من الباب
يهرب الحب من الشباك .. هكذا قالت .. تحاكيه بنظراتها الساحرة ، فتاة في
العشرين تتطلع إلى عالم المال .. طموحها شديد وتضحي بأي شيء كي
تحقق هذا الطموح ..!
اما هو فكان منبهرا بتلك الهنات التي رافقت صوتها غارقا في ملكوت حلم
يغزو رأسه سريعا وهو يرنو إليها بتعطش وسحابة زجاجية شفافة تغلف هذا
الحلم الذي أوشك أن يصبح كابوسا رهيبا .. أصرت أن يرافقها في طريق
العودة لم تكن قد التقت به من قبل إنما هو صيد ثمين ! رجل غريب ! عملاق
برأس صغير وعقل بحجم حبة حمص ...!!
بهرتها سيارته الفارهة التي دلّت على ثرائه وأمواله التي يمتلكها أما من اين
جاء بها فليس مهما ..!
كان رأسه فارغا تماما أثقلته بحديث الفكر ، ومتاهات السيكولوجي
والبارا سيكولوجي .. أحس انه إزاء موسوعة تحمل كل ما كان يتوق الى
معرفته حتى طفق رأسه يكبر ويكبر..!! فحدثها حديث المال والممتلكات ..
حدثها عن وحدته التي ملأها بفاكهة الأدب والثقافة والعلم .. لكنها أصرت
على ان تذكره بأن المال هو سر السعادة ..!!
شعر انها تطلب ثمنا لما قدمته ، وان حديثها عن السمو الفكري لم يكن
سوى ستار يخفي رغبة مستشرية للتملك .. وها قد تدحرج الاثنان ووصلا
الى خواء النهاية ..! وعلى حين غرة اكتشف ان رأسها الجميل الذي أسكره
بخمره المعرفة قد تحول إلى حبة حمص خاوية..!!!! أضناه البحث عن تلك
النظرات التي سلبته العقل الذي غادر رأسه ليحل بدلا عنه عقل آخر .. كان
مأخوذا بما حصل عليه في تلك الليلة .. لكن شيئا واحدا أقض مضجعه
وسلب سعادته وذلك حين تحول رأسها إلى حبة حمص..!!!


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حوارات الزمن...مؤلف للكاتبة



بــــــــــــــــــــــراءة..رائدة زقوت..الأردن





سأتبرأ مني ..هذا القرار الوحيد الذي اتخذته بالإجماع مع نفسي وباقي النابضات بالعقل من الحواس ، لن أحتاج للكثير من الجهود أو فلسفة الأمور بطريقة دراماتيكية أو عقلانية كل ما هنالك أن علي أن أجهز الأمر بطريقة فنية غير مسرحية أو دعائية " بطبعي لا أعشق تسليط الأضواء عليّ كفرد متأرجح داخل مجتمع يعج بهواة عرض العضلات وحب الشهرة وتسليط الأضواء " ..



قررت أن تكون البراءة متقنة  ،صادقة  ، لا تحتمل أكثر من معناها الذي أريده في الواقع ، لذلك أخذت رأي الحواس بجملتها حتى لا أُلام  لاحقا على هذا القرار المصيري ، بداية تجهزت داخلياً لذلك التغيير الذي سيواكب البراءة وما يليها من انسلاخ عن حياة حافلة بما يعجز القلم عن صوغه من أمور سواء تلك السوداء أو بعض النقاط البيضاء أو حتى ذلك الرمادي الذي اندسّ لاحقا في حياتي فأحالها لحياة لا لون لها ، عالقة بين أن تحارب السواد أو تتجه للبياض أو تبقى كالحمار الذي طلي بيد فنان ماهر ليبدو للناظر حماراً وحشياً وجاءته غيمة عابرة وأحالته لحمار رمادي فنسي أنه حمار عادي ولم يفلح بأن يكون حماراً وحشياً ، فضاع بين هذا وذاك .
 جهزت ملابس بيضاء لأعود كيوم ولدتني أمي ، نقية ، تلتحف البياض من رأسها حتى أخمص القدم أو ربما كلون الأكفان التي لا بد أن يتم إلباسنا إياها ونحن لا نملك عندها حق رؤيتها في  المرآة ولا حتى نشعر فيها كوننا نكون قد ودعنا هذه الدنيا للوقوف بين يدي "الرحمن الرحيم "  تدثرت بالأبيض جيداً وتوجهت صوب ساحة المدينة حيث جلس المعنيون بأخذ صكوك البراءة وأخذ الدية من المتبرئ من نفسه والطبيب المختص بسحب الدم وإبداله بدم آخر تمت معالجته بطريقة حديثة وطبيب آخر يقوم بالتنويم المغناطيسي كي يتم طرد الشخصية المراد البراءة منها .
كانت المراسم معقدة بعض الشيء ، في البداية تم أخذ الدية وقد كانت مبلغاً كبيراً نوعا ما قمت بادخار بعضه منذ خطرت فكرة البراءة لي والباقي قمت بأخذه من محسنٍ كان يود الخلاص مني وقام بتوقيعي على " وصل أمانة " بأن أعيد المبلغ مضاعفاً عدة مرات في حال لم أقم بالبراءة مني ، ثم كان هنالك القسم بأنني الراغبة بالبراءة ولست مدفوعة لها من قبل أشخاص آخرين ، " ويحهم حين يجرؤون على دفع أحدهم للبراءة من نفسه" ، لا أظن أن أي قوة في العالم تدفع أحداً للبراءة من نفسه غير نفسه ، أقسمت اليمين وبدأت مراسم العمل الجاد ، تم تجهيز السرير والأطباء المعنيين بالموضوع العلمي للبراءة ، تم تركيب أجهزة سحب الدم وتجهيز الدم الجديد الذي سيتم ضخه في جسدي بعد أن يتم الطبيب عملية سحب الأول ،  وذلك بعد أن يقوم الطبيب النفسي بتنويمي مغناطيسيا حتى ينزعني مني ، لا أعرف لمَ انتابني الفضول لأكون متيقظة أثناء عملية تبرئتي مني فتظاهرت بالنوم كما يريد الطبيب المختص بالتنويم المغناطيسي ، فأغمضت عيني وبدأت أتابعه وأنا حذرة جداَ من أن أقوم بحركة تظهر بأنني ما زلت مستيقظة ، كان الطبيب يوحي لعقلي بأن الخلاص من هذه المختلة المتعبة هو الحل الأمثل له للبقاء ، وكان يزين له الحياة القادمة بعد البراءة ، حياة بيضاء لا سواد فيها وعيشة ملؤها الهناء والسعادة والأهم أن النقاء سيكون هو المرادف للبياض القادم ، ضحكت بصوت مجلجل في أعماقي من هذا الداعي للنقاء والبياض وخاصة أنني أعرفه جيدا فقد كان يحول" مرتادي عيادته للعلاج من ناصعي البياض إلى أشخاص باللون الأسود القاتم" .
أنهى ذلك الطبيب المدعي دوره وأوعز للطبيب الآخر بأن يباشر عملية سحب الدم ، لاحظت انشغالهم وأنا مغمضة العينين ، فقررت فتح إحدى عيني قليلا لأشاهد باقي عملية البراءة ، يا إلهي كان لون الدم الجديد أحمر مائعاً وكأنه مُزج بالحليب ، أغمضت عندما اقترب مني الطبيب وهو يحمل بيده الأجهزة التي سيتم تركيبها في جسدي لتقوم بسحب الدم ، تألمت جداً ومع ذلك حاولت أن أخفي الألم حتى تتم العملية كما يجب رويداً ..رويداً بدأت أفقد القدرة على البقاء مستيقظة ، ضعف عام سرى في جسدي ، ثم فقدت حاسة السمع ، حاولت فتح عيوني ولم أفلح أيضا ، بدأت الحياة حولي تأخذ اللون الأبيض وغبت في غياهب الأبيض .
بعد وقت لا أعلم هل هو طويل أم قصير ، استيقظت ... كل ما حولي كان أبيض اللون الأرض ، السماء ، جسدي الذي تحول للون الأبيض الحليبي ، ...، تنفست الصعداء وحمدت الله على هذه النعمة التي وهبني ، حاولت الاسترخاء وسط هذه اللجة البيضاء ، ألقيت بجسدي على الأريكة البيضاء وما هي إلا دقائق حتى بدأ شيء ما يتسرب من أنفي وعيني وفمي وينتشر على تلك المساحات البيضاء ويحولها للون الرمادي المنقط بالسواد عندها أيقنت بأني فشلت في البراءة مني ....!!   

جبروت الإرادة.رولا جبريل..بقلم:تهاني دربي ..ليبيا



تهاني دربي

رغم كل ما من شأنه أن يحبط  كان يحيط
بها …شتات ..اضطهاد ..قتل ..انتهاك..ظلم   …الخ 
310ima
   استطاعت هذه الفتاة السمراء  الجميلة  رولا جبريل المولودة في أسرة بسيطة جدا تعانى العوز الشديد بنت مدينة القدس هذه عملت على تنمية قدراتها في امتحان أرادة اجتازته بتفوق يندر مثيله ز
البداية كان حصولها على منحة من أحدى الجمعيات الأهلية العاملة  في فلسطين للدراسة في ايطاليا.. تخصص الطب بعد اجتيازها للامتحانات بنجاح عملت كمتخصصة في العلاج الطبيعي ولكن تعرضت لحادث أثناء عملها  منعها من الاستمرار في  ممارسة هذه المهنة .ولأن ميولها من الأساس كانت تتجه نحو الصحافة والعلوم السياسية قررت ان تستأنف من جديد دراسة ما تحب وكان لها ذلك.. تخرجت وعملت في البداية مترجمة للعربية بإحدى الصحف الايطالية ومباشرة بدأت تكتب مقالات عن الانتفاضة.
 احد معدي البرامج قرأ مقالا لها ودون أن يعرفها استضافها مع سفير الكيان الصهيوني في روما وحنان عشراوى فئ برنامجه ..وكانت هذه المقابلة التي تألقت فيها ردود رولا بداية دخولها الحقيقي لعالم الصحافة والتلفزيون .
زوايا النقد التلفزيوني في الصحف الإيطالية اضطرت لوصف ابنة القدس رولا جبريل بأنها جميلة جدا والغريب أنها ذكية جدا كذلك. صنعت نفسها بنفسها وانتقلت بمرونة مذهلة من متخصصة في العلاج الطبيعي إلى إعلامية من الفئة الأولى تطرح أدق الأسئلة على أهم صانعي القرار في إيطاليا والعالم بلغة ليست لغتها الأم.
753ima


رولا جبريل..عملت على عدة أصعدة كتبت كتابا لاقى رواجا هي نفسها تستغربه في ايطاليا وأوروبا كلها عن كيف يرى الغريب أيطاليا والايطاليين وتصنيف النقاد لها يضعها ضمن  أفضل أربع شابات يكتبن في ايطاليا..كما أن استضافتها المتكررة كصحفية  من  قبل قنوات التلفزيون الايطالي وبرامجه الحوارية المشهورة مثل برنامج بورتا بورتا فى قناة راى أونو وهذا البرنامج  تحديدا  منحها فرصة العمل في برنامج صباح الخير ايطاليا في نفس القناة لمدة عام ونصف لتنتقل بعد ذلك   لتقديم عدة برامج حوارية في أكثر من قناة  وغدت هي من يستضيف أهم الشخصيات الايطالية  والعالمية ولها حادثة مشهورة مع الوزير السابق الذي كان قد ارتدى قميصا عليه رسومات مسيئة للرسول الكريم الذي انصعق من جرأتها وأرتبك صارخا تاركا البرنامج  من أنت يا سوداء حتى تجادلني ” مما أضطرها لطلب اعتذار رسمي لها منه أو أنها ستترك البرنامج ، بعد ثلاثة أيام قدم هذا الوزير استقالته .
هذه الفتاة العربية السمراء تعمل دون هوادة تصول وتجول على شاشات التلفزيون الأيطالى تستضيف أهم الشخصيات  السياسية العالمية جريئة لا تخاف استطاعت وحدها أن تتجاوز كل الصعاب ..فالمناخ الثقافي والإعلامي في ايطاليا الذي كنت على أعتابه منذ سنوات أعي جيدا أنه من زخم يصعب اختراقه مبرزا أي أسم ما لم يكون فعلا هذا الاسم  يستحق   ..في ظل أذيال للعنصرية تطفو على السطح من حين لآخر..استطاعت…هذه السمراء أن تصحح زاوية الرؤية للشعب الايطالي عن  حقيقة هؤلاء الذين يسكنون قبالة شواطئهم الجنوبية  وعن عدالة ما يطالب به أهلها في فلسطين ..في العراق ..وان تجني تعاطفا شعبيا قل نذيره  وان تحقق مجدا ذاتيا يحلم به كل شاب وشابة …أنها نموذج حي لهم يؤكد ما يمكن للإرادة وحدها أن تفعله.
كتبتهاتهاني دربي، في 22 December 2008 14:56 PM———————————————

أحبه وأموت فيه..دلع المفتي..الكويت




القبس : 06/10/2011

افتحي غوغل.. بسرعة. اسأليه ماذا نفعل عندما يبكي (البيبي)». هذا ما اقترحته ابنتي على صديقتها عندما كانت تعتني بابنة خالها الرضيعة في غياب أمها. لجأت لغوغل، والعم غوغل الطيب لم يبخل بالمساعدة بل طرح عليها بضعة أسئلة للتعرف على سبب بكاء الطفل، ومن ثم حل الإشكال.معلومات.. معلومات.. معلومات، من سبب بكاء الطفل، إلى كيفية خسوف القمر، وكل شيء ما بينهما ستجد إجابته عند العم غوغل: طبخ، شعر، سياسة، شخصيات، تاريخ، جغرافيا، فلسفة، أديان، طب، جمال، أزياء.. اختر ما تشاء، وستعثر على ضالتك في دكان غوغل العجائبي. بالإضافة إلى ذلك يقدم غوغل خدمات وبرامج مجانية مختلفة، بيد أن أهم وأخطر برامجه هو غوغل إيرث Google Earth الذي يتيح لمستخدميه مشاهدة معظم المدن والمناطق الموجودة في العالم من خلال صور تلتقطها الأقمار الصناعية، حتى ان المرء يستطيع رؤية باب بيته (أو ربما يجد فردة حذائه التي أضاعها منذ أيام)، ولهذا طلبت بعض الدول منع هذه الخدمة عن مستخدميها لأسباب استراتيجية.أعتقد أن أكثر كلمة متداولة حاليا بين الناس هي google it أو (غوغله) بمعنى ابحث عنه في غوغل. والكلمة Googleبالإنكليزية هي تحريف لكلمة googol التي اخترعها ملتون سيروتا للدلالة على رقم 1 يتبعه مئة صفر، وهو عدد صفحات الشبكة الهائل التي يفهرسها محرك البحث. وقد بدأت غوغل كشركة صغيرة في عام 1998، حين أسسها اثنان من طلبة جامعة ستانفورد هما: لاري بيج وسيرجي برين. فبعد أن عجز لاري عن وضع كل محتويات شبكة الويب في كمبيوتره الشخصي، قرر إنشاء موقع خاص للبحث يستطيع من خلاله الوصول للمعلومة التي يريدها بسرعة ودقة، وهذا ما كان. فقبل 13 سنة بدأ غوغل بتمويل قيمته مليون دولار، واليوم تفوق قيمته السوقية 150 مليار دولار كأسرع الشركات نمواً في العالم، وتعتبر علامتها التجارية أكثر العلامات التجارية شهرة، كما أصبح مؤسساها الشابان من أغنى أغنياء العالم بثروة تصل الى 18 مليار دولار لكل منهما.العم غوغل ليس مخزنا للمعلومات فقط، بل هو لطيف ومذوق أيضا، يحتفل بالمناسبات الوطنية ذات الأهمية ليشارك الشعوب مواسم أفراحهم، وهو لا يستثني العرب، فتجده في يوم ميلاد شاعر عربي مهم يضع اسمه على علامة غوغل، وفي الأعياد الوطنية للدول المختلفة تجده وقد وضع علم الكويت أو الامارات او الأردن احتفاء بها.  أحبه وأموت فيه.. ولا أستطيع تخيل حياتي من دونه، إن وقع حادث منزلي أستعين به، إن مرض أحدهم أسأله، إن احتجت لوصفة لطبخة معينة «أغوغلها»، حتى اني جربت أن أقطف أوراق زهرة غوغل، سائلة: «يحبني، ما يحبنيش» ووجدت الإجابة! تبقى مشكلة وحيدة لم يحلها لنا العم اللطيف، فبعد كل تلك الانجازات، لم يستطع ان يحدد لنا طريقة كتابة اسمه بالعربية هل هي غوغل أم جوجل!