السبت، 15 سبتمبر 2012

الحاج سالم. 2.حنان النويصري

حنان النويصري
   محملا بالرتابة و الانسياق,قاد الحاج سالم سيارته متجها لمقر عمله الذي يمقته منذ ربع قرن..توقف جانبا لبرهة و قد شعر باختناق  يحاصره و يثقل عليه....نزل من سيارته بعد أن ركنها على جانب الطريق المحاذي للشاطئ...جال ببصره على الشاطئ الممتد كأنه يبحث عن بقعة يألفها..ارتمى بجوار الصخرة الوحيدة ..و ناء عليها بثقله متكئا...مستأنسا بصوانها الذي صقله الموج..التقط علبة سجائره من جيب معطفه...نفث دخان السيجارة الأولى ...الثانية....الثالثة...وهو يتذكر قائمة البقالة التي طلبتها منه أم البنات...نعم أم البنات...التي باءت محاولاتها الحثيثة  لإنجاب الذكر على مدى زواجهما المديد بالفشل...و بدل أن يأتي الذكر ..اكتظ البيت بالبنات ..و ضاعت رفيقته و تضاريس جسدها  المنهك وسط الزحام.
ضيعها ام ضيعته؟؟؟لم يعد يدرى بل انه لا يريد أن يدرى...و لكن ما هو موقن منه ..بان هناك في صدره فجوة...جوع أزلي للحب و الجنس..و أن نساء الأرض جميعهن لن يكن قادرات على سدها .
فمنذ زمن و هو يلاحقهن يشتت نفسه بينهن يلاعبهن..يعبث معهن او بهن لا يهم...يجمعهن مثنى و ثلاثا و رباع على عصمة قلبه. الكبير .تعلم كيف يقضى بينهن..الوقت ..بالعدل..و يحفظ الأسماء المتشابهة..و الكلمات المعسولة و الغزل المستتر و الصريح...و لايذكر كم من حبيبيات مررن علبه ..إيمان...عائشة...سارة...خديجة...و لكن كم كان صعب عليه أحيانا أن يفرق ما بين حنين و حنان...مريم و مرام...ولاء و وفاء..!!!!
كان ماهرا في لعب الأدوار التي تروق لهن..فيكون متحررا مناصرا للمرأة مع ذات الرأس العامر الجميل..و حمش نزق كديك.. مع الرقيقة الخاضعة...و ما بين هذا و ذاك..إذا ما لزم  الأمر..فلكل موقف رجل و لكل صيد حيلة.
رمى علبه السجائر الفارغة بعصبية....و توسد الصخرة التي يتكئ عليها...و شعور بالخواء العميق..بستغرقه...أجهش بالبكاء ..و تحول بكاءه لعويل..و نزف بلا حساب..حتى ارتخى و هدأ و نام........طواه ..حلم  غريب ...البيادر فى الصحراء...الوجوه كالحة...كخبز محترق..و العرق اللامع تحت  وهج الشمس...و القمح المنتصب بتحدي و كبرياء...الحاصدات و المناجل...و شباك  السنابل و مواويل بدوية مفجوعة بالشرق...و عينان حمراوان تترصدان الحاصدات..تتابع بشهوة متوحشة انحناء الأجساد الغضة و استدارات الأرداف و ارتعاشات النهود المعلقة بين الجسد و السنبلة كساعات تتدلى من جدار...عينا دراكولا تسافران من أحراش بنسلفانيا إلى صحراء تيبيستي...تتحول الحاصدات إلى هياكل عظمية...ينتصب هيكل مخيف..و يحمل على أصابعه القضبانية كومة من اللحم ألمفري..تتلاشى كومة اللحم...و يرفع الهيكل المنجل عاليا و يصرخ:
صحراء هذه أم شلى أجساد.....................ام بيض عمري في رحى صياد
و تنتصب  الهياكل بستانا من البياض والرعب و ترفع المناجل عاليا و تسير بإيقاع عسكري صاخب..رتيب ..و واثق نحو الشرق...لا ....بل صوبه هو...فزع و وضع يديه بين فخذيه  و صرخ لا ..لا ...ليس أنا...!!!!!!!!!!
فتح عبينيه رفعهما نحو السماء..كان  الظلام قد لف الشاطئ...حتى انه لم يعد يرى شيئا ..هذه اقل الرؤيا...كان يردد  متلعثما و العرق البارد  يتصبب منه غزيرا...شلالا مالحا حاراً بلا لون...هذه اقل الرؤيا..صرخ و عاوده  صدى صوته من آخر الشاطئ..(هذه أول الرؤيا)..تصاعد داخله الهدير ...كانت أفوج من النمل تغادره....ذهل لحجم النمل الذي كان بسكنه..كانت الأفواج تتدافع خارجة من  فمه و أذنيه  و انفه و تتلاشى في الظلام..بعد وهلة ساد السكون المريب المكان...كان وحيدا...وحيدا جدا...زاد الظلام عتمة ..حتى لم يعد يرى نفسه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخميس، 13 سبتمبر 2012

تقاطر منك وحمى تغرق بأوصالي!! عرض وكتابة:محمد السنوسي الغزالي


*نشرت بعدد يوم 15 اغسطس من جريدة[الأحوال]الليبية الرسمية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لن نحقق شيئاما لم نتعلم من أخطائناما لم يتحطم هذا العالم بفعل صلواتنا العائليةما لم نكن نحن العالمما لم
تفجر هذه الأرض التي تغلي بين شراييننا الجحيم الموجود في داخلنا.كان أبي كائنا جلديا صامتايحمل في قلبه الحقد والغضب وإدانة الوقت.*
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
• هو ذاته المعنى الذي يطرحه رودريغز..لن نتعلم من أخطاءنا ولذلك نكررها منسوخة ويكون الوطن هو الضحية ثم مبعث الالآم ...لايهم المكان ولا الزمان..فجميع المكابدات تتكرر عند تبعات الأمور..هذه هي حكاية عواطف عبد اللطيف. التي كانت نتاج الألم ذاته. • وتلك هي المسافات التي تؤرق المبدع في الهجرة القسرية.عندما ينكسر ويعجز عن المساهمة في الحلول!!.• ثم الهجرة غير الاختيارية.. المسافات التي تمسك به فلا يشعر بالأمان وإن كان في قلب الأمان.فالأمان يشعرك به الوطن وان كنت بعيداً عنه..فعندما يكون الوطن قلقا يقلق القلب المهموم رغم البعاد.وهذا ما تحيلنا إليه الشاعرة العراقية المهجرية عواطف عبد اللطيف عندما ترسل أشجانها عبر كتابها الوجداني [أتقاطر منك] وكتابات أخرى من نيوزيلندا وهي مهمومة بوطنها وما حوله..تهدي الكتاب لأولادها وأحفادها أيضاً..وفي ذاكرتها شجونها وهمها الممزوج بالحرقة وأيضا بالمرأة التي تسكنها..الوطن الذي تنظر إليه كل يوم يتقاطر دموعاً ودماء...فلذة كبدها كاد أن يقتل في انفجار عام 2009 ضاع ضحيته 40 إنسان غير مئات ألجرحي و المرعوبين.بالمجان..ولا تنسي همومها أيضا كسيدة عربية تدافع عن كينونتها في مواجهة التخلف والخراب فتقول في احد كتاباتها: • (سأثأر لنفسيولكل زوجة فقدت زوجها أمام عينيها أو وجدته في المزابل أو على قارعة الطرقات أو في المشارح او طافيا فوق مياه الترع والأنهار ولا تعرف من الذي قتله ومن الذي اختاره ومن الذي خطط ومن الذي نفذ لتبقى الغصة تكتم الأنفاس واللوعة تذبح الروح ولا احد يمد يد العون ليساعد لان الكل يغني على ليلاه.)[1]• هنا نلتقط بداية الخيط لدى عواطف ففي كتابها "أتقاطر منك"تقرأ الكثير من الأسرار والهموم والمآسي التي تسجل ضد مجهول.هي التي تتجلى بها فرغم مرارة الغربة..لاتشعر بالأمان وهي بعيدة ..فالأمان الذي تعيشه في نيوزيلندا هو أمان نسبي..أمان الجسد فقط أما الروح فهي مرتعبة بالوطن وعليه وبالموت المجاني:• نوارس الروح تحلق فوق شواطئ البعدتتناثر اللحظات الهرمة على الطرقاتما أثقل أن...أنصت لحديث الأرصفة وهي تمسح أقدام العابرينوفي جدار الروح شقوق مشبعة بالهمالحجارة بقيت هناك!!!!تعترض سير المارّةونشيد الرحيل يغرق في بحار مشبعة بالوهملا براري للوجع [2]• إذاً لا أمان برغم المسافات الطويلة بينها وبين الحرائق!!كم هو الوطن مؤلم وجارح عندما يكون ذاته مجروحاً غير آمن..ما أقسى الشعور وأنت تتقاطر للوطن ومنه :• وتراب الوطن المعفر برائحة النخيلومن على خاصرة الصبربين كرٍّ وفَرٍّتتهاوى المسافاتصوت قصير يحصي أفكارييهرول في مداراتيلأعيد ترتيب الزمن وترتيب الفصولأنسى كل أمكنتي إلا مكانك[3] • يقول الشاعر والناقد الشاعر جميل داري عن عواطف في إحدى قراءاته:تسند رأسها المتعبة إلى وسادة الشعر تلوذ به واحة خضراء في صحراء الغربة والمنفىالقصيدة عندها همسة أليمة وصرخة جارحة تمتد من قلبها المثخن إلى آخر نجم شريد تمتشق الشعر للوصول إلى المحال... فشعرها الممتزج برائحة الجرح هو نوع من الحرائق التي تولد كالعنقاء فيها من جديد..إنها تستخدم موسيقى روحها الشجية..[4]• إنها إذا نستولوجيا حارقة تلك التي تعتريها .وشعورها بالظلم يتجلى في حروفها.فذات كتابة بنفس الألم تقول:• في غفلة السنينعندما يختزل الفجر الآهاتترتعش الغيوم خوفاًتنسد آفاق الحلم كيلا يهرب من بين المسافاتتحمل الريح مواويل الفرح في رحلة الضياع خارج المداروشقائق الألم تنبت وتتفتح فوق خاصرة الزمنيجرحني الفراقتتلاحق الانكسارات ويغرز الظلم أشواكه الغادرة داخل روحي [5] • ما أقسى هذه الانكسارات..لذلك أتفهم حجم الألم على العراق لدى عواطف..واعرفه فذات مرة كتبت عن أن كل من لم يرى العراق ونخيلها فهو محظوظ ومن لم يتجول في حدائق حمورابى هو أيضا من السعداء ذلك لأنه مهما أشتغلت المخيلة لن تدرك حجم الجمال ألذي افسد إلا إذا كان قد رآه مرأى العين وهو بكامل أناقته ومهما ذهب الخيال بعيدا لن يعرف ألذي لم تتكحل عيناه ببغداد مساحة السحر الذي تم العبث به لذلك اعتبر نفسي احد التعساء الذين قدر لهم أن يتجولوا فى بغداد والبصرة والفاو وبابل..فكيف إذا كانت هي ابنة العراق التي تنفسته وقاربت العبق فيه؟؟ تعرف حجم الخراب جيداً..بل اجزم أن حجم الألم الذي بها لايستوطن إلا في قلب من خبر بغداد وتنسم أريجها وتكحلت عيناه بسحرها ولذلك هي تقول هنا بالحرف:• وَسَلِ الزَّمانَ اللاّ يُطاقْعنّا.. وعنْ نارِ الوَداعْ وعنِ الفِراقْ وعنِ الأرامِلِ والجِياعْ والباحثينَ عن الكرامةِ في العراقْوالحبّ في زمَنِ الضَّياعْيَنداح ُ فوقَ الكَتْف ِشَوقي للفُراتِ ،وللنَّخيل ِ،وبيتِنا وقتَ الأصيل ِ،وللوُجوهِ السُّمْرِ يَعْلُوها الشَّمَمْونسيمِ بَغدادَ العليلْ وشَذاهُ عندي بالزّمانِ[6]• ذلك هو الوجع الذي حبس أنفاسي ودفعني للكتابة..إذ ليس كل من هو مغترب عن الوطن يشغله ما يحيط به من جمال وآفاق رحبة وحرية كاملة عن الوطن..بل يعيش فيه الوطن بكامله..ربما يتمنى ان يكون وطنه يتماهى مع ماحوله..لأنه يريده هكذا.• ومن هنا نقرأ كيف هي الفجيعة تتنامى في قلبها وتتالى خواطر وقصائد وكتابات فهي في كل ما تكتب ستجد نخيل جيكور ومطر السياب وكل الشناشيل التي يزخر بها وطنها..كأن تقول:• أنت وَحدك من يجيد العَزف على وَتر الإحساس لتغطي أسراب المشاعر وجه السماء وهي تغرد للحياة تمنع خفافيش الليل من احتضان الغيومتشطب تواريخ الوجع من ذاكرتيوتعكس ظلال ابتسامتك الأمل على نهاري أراك بعين قلبي فيهتز نشوة تغمر آفاقيتستدرجني لهفتي إلى طريقك لأستنشق عبير الصباح بقربك [7]• قالت لي كاتبة عربية ذات مرة التقت بها:مبهورة انا بكل هذه الأناقة وهذا الجمال الذي تحمله سيدة بكل هذه الهموم.• في غربتها..تقوم عواطف عبد اللطيف بعديد من المناشط الثقافية والفكرية والعلمية في دائرة هموم الوطن والغربة عنه..فإضافة إلى خبرتها في النظم الالكترونية فهي ناشطة سياسية واجتماعية وشاعرة وكاتبة حضرت عديد من المؤتمرات داخل وخارج العراق و عضوة بالهيئة الإدارية لجمعية الثقافة العربية النيوزلندية..وتهتم بشئون الوطن من مسافات البعد وتتجول في الوطن وحواليه وحوله من فترة إلى أخري..ففيه فلذاتها وأحفادها وملاعب طفولتها.ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
هوامش:• من قصيدة قبلة المجانين لأوغستو رودريغز-من الأكوادور-ترجمة: غدير أبوسنينة 
1. من مقال للكاتبة عنوانه :لو كان الظلم رجلاً لقتلته.
2. مدارات الحنين-كتاب أتقاطر منك.
3. حلــــــــــــــــم- نفس المصدر.
4. من قراءة لجميل داري حول ديوان خريف طفلة للكاتبة.
5. من خاطرة عنيدة هي أيامي للكاتبة.
6. من نص كَثُرَ السؤال-ديوان خريف طفلة للكاتبة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



الجمعة، 27 أبريل 2012

قربان الموجة..عصفورة لم يقرأوها..محمد السنوسي الغزالي


نشرت بجريدة [الأحوال] الليبية يوم الاربعاء 3ابريل2012


وددت أن أحكي
كما لم تفعل الشموع،
عن إيمانٍ اُخْتُطِفَ كبرقٍ.
كلَّ يومٍ أتجولُ عبر حطامِ الحكايات
مصعوقًا من كلِّ جدارٍ
يقفُ كأكذوبةٍ شاخصة
في الطريق*
  • ·       مدخل: 
  • ·       كم من عاشق للبحر يسبح فينا ولا نعرفه؟؟كم من صانع لاننتبه لصنعته..كم من مخترع للعلاقات بين الناس لم نفهمه.
  • ·       يغوص في اللجة .
  • ·       يعشقها يبتهل بها ،
  • ·       يمر كما طيف لم تتعرف إليه الكائنات ، لكنه حولنا  يستنشق نسائمنا يتشارك فينا الماء بحياء وصمت ويبحر أحيانا معنا لكننا لا نحاول التعرف عليه أو حتى لا نندهش من أثر يخط سحره البهي فوق الرمال..فلا نتتبع الأثر ولا نطرح الأسئلة بل حتى لا نبذل جهدا في التعرف إلى أين يمضي ونظل نتعاطى  مع العاديات على شواطئ ملت التكرار !!
  • ·       عندما عثرت عليها من خلال نص قرأته في موقع اجتماعي ، قرأته مسرعا.لكنه لم يبرح ذاكرتي. عدت إليه .لم اصدق أنها تحت سماءنا وظننت لوهلة أنها اسم كبير يتستر تحت اسم غير مكرس!!..لكني مع ذلك لم اشعر بالغربة من الاسم.لأنه معتاد بيننا.. وغير مُركب فيما بدا لي.او هكذا تعاطيت معه.(حنان مصطفى النويصري)
  • ·       بحثت عنها..هي ابنة بنغازي لكن هذه المدينة العجيبة كبلادنا التي يقول عنها الشاعر عمر ألكدي [تحبها وتزدريك]!! تتعامل مع الحب بقلب المجن!!.
  • ·        انتقلت حنان بين بلدان العالم الغربي والعربي ثم حطت الرحال بشمسها شينو [شاهين]طفلها وصديقها.في العروس طرابلس حيث لامن يزدريك ولامن أحيانا يحبك!!.كل في فلكه يسبح..وهذا هو الفضاء الذي يأسر حنان..المحامية..التقدمية الفكر والحضور..
  • ·       الحقوقية..القانون..المحاماه..عالم مُكتظ بالتجارب العميقة..ولدينا في المشهد الثقافي تجارب سابقة..منها شاعر الشباب الراحل علي صدقي عبد القادر الذي كان ديدنه الدفاع عن أصحاب الحقوق الإنسانية..أن تكون أديبا وحقوقيا..يضيف الأمر على الحالة معنى أعمق فالجانب الثقافي يفرض حضوره على الحقوقي فيبحث بعقله الإبداعي عن مكامن الخلل في المجتمع...يخرج الكاتب تماما من حالة التفكير التجاري المحض إلى حالة أعمق بكثير..لذلك سيجد كل صاحب حق ضالته في المُحامي المُبدع لأنه لايتعامل مع التفاصيل بعقلية ومقاييس الربح والخسارة المادية..
  • ·       ليست من النوع الذي يجلس تحت ظل ملفات اعتادت عليها المحاكم..بل لديها قضية[الحرية وحقوق الإنسان] تذهب في القتال إلى أخر مدي لا يمكن التعود عليه في مجتمع منغلق!! لذلك كان لابد ان يبحث عنها ويتعرف عليها الحقوقيون في شتى البقاع ويلجأون إليها لتدافع عن حقوق من يهتمون لهم  أمام المحاكم الليبية
  • ·         ثقافتها عميقة وغزيرة وقرأت وتعرفت على ثقافات الشعوب
  • ·        انتهزت حضورها الى بنغازي ليوم واحد لمتابعة احدى القضايا الحقوقية التي تهتم بها ولها منحتني فرصة اللقاء ، لم ترفض..بعد حوار بيني وبينها على الهاتف..قالت:لم تسمع بي لأني لا أقدم نفسي..لم اعمل على هذا التقديم لدي قضية اهتم بها واستمد نصوصي من تجربتي واهتماماتي لكن بطريقة ليست مباشرة..لكني عندما حاورتك احسست بأنك ربما ستقول شيئا مفيد!!
  • ·        كان لقاءنا في الهواء الطلق على ضفاف مقهى في بنغازي ..حسب رغبتها..فهي تقول :الحديث الذي يُقال هو الحديث تحت الشمس وعلى ضفاف الماء..سيكون له إيقاعه وجدواه..!!

قلت:رغم انك لست من المُكرسين إعلاميا في الوسط الأدبي ومع ذلك أرى لك حضور باهر من خلال نصوصك..هناك فنانة تشكيلية عربية قالت ذات مرة:جمالي لعنة على لوحاتي!! هل للأمر علاقة؟؟..ابتسمت واتقد الذكاء لديها وقالت: أشكرك للمعنى الذي ذكرته لكن اللعنة في صنف المُتلقي.وليس في الجمال.ومتلقي مثل هذا لا القي له بالا ولا أتمنى أن يقرأني.. في مُخيلتي متلقي مفترض يتعامل معي كنص.
 حنان ؟؟لا تحمل في حقيبتها سوى بطاقات المحاماة والعضوية في عدة منظمات حقوقية دولية تهتم بحقوق الإنسان أينما كان..لم تحمل أي بطاقة انتماء لرابطة أدبية او صحفية ..لكنها أديبة  حقيقية تثق في ذاتها وتثق أنها تبحث عن المعنى..تجلس معها.سيدة جميلة.تفرض عليك احترامها ، تتحدث بلغة الواثق تعي كل شيء وتحس بأن لها موقف من الحياة والبشر وما يحيط بها من مشهد اجتماعي هي معنية به لكنها لا تتنازل عن وعيها المتقدم وازدراءها للرداءة وقبح الأشياء.
[. لم أحاول يوما أن أكون وفق معايير الآخر حتى يرضى عنى...بل دائما أكون أنا لان هذا سيجذب من هم على شاكلتي إلى]تقول.أيضا :.أصلا أنا لا أرى كفاءة في مجتمع مكتظ بالعقد النفسية والاجتماعية..ليس مؤهلا أبداً للحديث عن أي معايير..لقد تبنيت عديد من القضايا في المجتمع سواء تخص الرجل أو المرأة أياً كان المظلوم فيهما..القصة ليست قصة أنوثة أو ذكورة..المبدأ عندي أبعد بكثير..بمعنى الرجولة  التي يتحدثون عنها لا علاقة لها بالذكورة الرجولة موقف و شهامة قد يبدر حتى عن أنثى..لذلك قد اتبنى قضية رجل تعرض للظُلم وكان موقفه رجولي..والمحاكم مكتظة بالرجال المظلومين..المرأة ليست مظلومة في كل القضايا..لكن هي من يقع عليها الظلم أكثر حتى أكون منصفة.
2
عن الاختطاف لحظة صدق
في هذا النص وعندما تقرأ لها نصوصاً أخرى تشعر انها هي ذاتها حنان سلوكاً وكتابة،بمعنى محور ما يشعر بالجدوى هنا. محور يناغي محور آخر.هذا المحور على الصعيد الثقافي سيكون شأنا يمكن قراءته على نحو يختلف.كما اقرأها الآن ذات الموجة البهية..الموجة الصادقة التي يمكن قراءة أفكارها دون حاجة إلى قراءة اسمها..مثلما تقرأ نصاً تعرف انه لكاتب ما دون أن تكلف نفسك عناء البحث عن الاسم وهذه هي ميزة الكاتب الذي لا يكذب على أفكاره ولا يمارس البغاء مع ما يؤمن به..إنه الإحساس بالجدوى - جدواها الذي ينتجه صدقها.. باسمة الجميلة في كل شيء..المعنى والمضمون والشكل..هما حالتان تستوجبان الوقوف..أو ما قاله ذات مرة على الرحيبي عنها..[صاحبة النص المفتوح]..الصدق هنا حالة تتجلى فيها الحيرة بين ذات لا تقبل أنصاف الحلول..لكنها تحاصرها الفجاءة فتتشظى إلى عدة ذوات..كل ذات تقترح معنى يختلف وسيرة مربكة وطريق شائك..لكن الكاتبة توحي مع هذا كله ان محور النص أو بطلته تملك القدرة على اتخاذ القرار تحت طائلة الصدق مع الذات بينما يصارعها محور آخر يسعى إلى الخطف المباشر.هذا المحور الأخير هو التاريخ الذي سيكتب على موجة المحور الأول..ويبدو أن هذا محصلة حتمية.تكتب في هذا النص(عن الاختطاف لحظة صدق)
 [اشعر بأنني أتفتت من الداخل ..شيئا ما يحترق..و الدخان داخلي كثيف ..يتكوم في صدري و يطمس حنجرتي...اشعر بصنم ما يتهاوى ...و شبح مغامرة مخطوفة..يناديني..يتراقص كفانوس و حيد في صحراء حالكة العتمة...تستغرقني هواجسي و اغرق في دواخلي.
أحاول أن أطير و اخرج عن المشهد أراقبه من  قمة جبلي...فجرا يتجلى يرافقه صوتا أجش..و يقشعر جسدي (و ليس جسمي)..اقترب من الغابة..أرى الأشجار شاهرة رؤوسها كخناجر في السماء...أو كأنها أعمدة تشد السماء كي لا تسقط...و الأرض من مكاني هناك لازالت تدور منذ الأزل..و أولد من جديد في لحظتي تلك مجددا   للمرة الواحدة بعد الألف ..ما بين النصر و الهزيمة...و أنا احمل جوعا للحب و هاجسا للسؤال.
الحب ...نظاما يثير الفوضى..رغم انه نظام الموجودات ذاته(1)] ] هنا من قراءة لابد ان تتعمق.. في النص نكتشف انها تتحدث عن امرأة حياتها بأكملها قرارات وتفكير عميق..إنها لاتخوض تجربة هذه المرأة التي تعنيها..بل هي التجربة ذاتها..بمعنى انه ليس تقريرا للحالة ، بل كيف ستكون تفاصيل الحالة واللحظة..وهذا هو الجانب الذي تفكر فيه..صوت يناديها..لكنه الصوت الذي اختارته بطلة النص..بعد ان فكرت فيه..هنا تدلل حنان أن الحياة لاتطاق بدون نظام يمكن التفكير فيه والقرار حوله..الفوضى التي تعنيها فيما يبدو هو تداخل المشاهد وليس الفوضى العادية..وهذا يتوضح من هذا الموقف الذي يتبين في هذا الجزء من النص: [خاطف متنكر يخطفك من تفاصيلك و من ثوابتك ..فهو عدو الجمود...لا أصنام مع الحب....فالحب يجب جاهلية الإيمان...و يحيلك كافرا ورعا....يحمل أضداد اليقين
و لكنه  يعيش ملاحقا أبدا من رفيقه السؤال...الذي يرهقه و يقلقه...يدخله حروبا ليست حروبه...و لا يسمح له بالمهادنة أو التسويف!!! (2)].إنها كماتقول الروائية وفاء البوعيسي
[حنان النويصري تصيغ الحكمة من حيث تدري أو لا تدري]
رفيق الموج
[كنت نائمة في جرحي]..البداية مشوبة بالمضمون العميق!! التخيل هنا يضني المُتلقي..والمُتلقي اعتبره مؤلف آخر يقتل نصاً ليحي على أنقاضه تخيلات ونصوص أخرى..يمكن أن يذهب الخيال بعيدا..الشرط الموضوعي هنا أن يكون النص رمزياً ومفتوحا وغير مباشر . وهذا هو نص [رفيق الموج] يرمي شباكه ثم ينتظر في ذكاء بالغ إلى أين يصل؟؟وعادة ما تسقط نصوصها في القلوب..تشتغل على الذهن وأيضا تستكني مزاليج الواقف هنا داخل صدفة عجيبة!!.
[كنت أحمقاً ..و جاهلا ..بلغة الموج و تكوينه... فالموجة لا تحتاج لمأوى ...لم ادرك ان الموج للموج رفيق و ان الأمواج لا ترافق إلا بعضها..و تلاحق بعضها ....تناغش بعضها ..و تدفع بعضها الآخر .لم أفكر يوما أن اختزل نفسي في موجة ...حتى أجارى ركضك الحثيث نحو التجدد و التغيير ..او ربما كنت اعرف الثمن ..و لكنني جبنت عن دفعه..فلا يدفع الثمن إلا الشجعان.
و أنا .....جبان ضئيل في عوالم الموج...اكتفى بالمراقبة..على شواطئ الرتابة المزمنة ....أراقب حالة تلبسك بالـ(حياة)..و قدرتك على تقمص المستحيل....أحاول القبض عليك...تتسربين ببساطة  ....لتلك الصدفة.و تبدين من موقعي.. ..كصدفة بعينين سوداوان و شفتان كالجمر....أحاول أن أتسرب إليك...فيرتطم راسي المتيبس كالصوان بحواف الصدفة ...و أبقى منفيا.
لا يعايش الموج إلا الموج....اشعر بعجزي...مازلت تراقبينني بعينيين من...الحياد...و أتوسلك بنظراتي.....البرد يلف جسمي...و أنا أحبو على ركبتي  حول صدفتك كطفل...ابحث عن درب إليك....كل المنافذ لا تستوعبني....اشعر بالدم يتصاعد إلى وجنتي...احتقن و اشعر بحرارة تكتسح جسدي المرهق....أقاوم و أقاوم...أحاول دون جدوى...لا تتحركي لا تفعلي لأجلى شيئا....أتوسلك...تنظرين إلى مشجعة...و يأتيني صوتك من داخل صدفتك....(إذا أردت أن تدخل الصدفة عليك أن تكون موجة ..و لتكون موجة عليك أن تموت أولا)
تلين عظامي..و تلزج مفاصلي...و ابدأ أسيل....أتحول...أتمطط..(تقولين لي لأول مرة تعال حبيبي)...استأنف حالة تحولي..و أنا اسمع دوى انفجار في طبلة اذني...أرى العالم بالأسود و الأبيض...و امتزج بالماء و الرمل و الأكسجين....و فجأة أجدني داخل الصدفة....دفء....دفء...داخل الصدفة و حنان...لا زمان هنا...لا صوت إلا صوت هدير الموج الناعم.](3)

حتان النويصري
هنا يمكنك ا ن تقع في هذا الشرك بإرادتك إذا كنت تريد الإستمتاع بمفردات تشاكسك!! النص عميق..تخيلت الموج وتخيلت الصدفة كيف ترفض الآخر بعد ان يتنازل عن كينونته مقابل ان يتحول الى كائن رخوي داخل صدفة ما..إنه الإصرار على وصول الهدف بأي طريقة ..مجرد أن يلوي الكاتب عنق النص كي يكون كما يرتجي في أحلامه..وهي حالة انتقامية من حالة كائنة تريد ان تصل إلى ما ينبغي ان يكون كما يرى هو ويتخيل..المهم في هذا النص اني عندما قرأته استحضرت فورا الصدفة والبحر والموج وهذا يكفي..عندما يعيش القارئ النص في متخيله ..هذا يعني أن الكاتب قد نجح في القفز في القلوب.
لحنان موجة تلد البحر

في نص أو خاطرة [موجة تلد البحر]..من بدايته عنوان يستفز عند عاديات الأشياء ..فالموجة لاتلد بحراً ولاتلج أفقاً إلا اذا كانت جزء من بحر؟؟لكن الموجة هنا تطلب تفكيكاً خارج معايير العاديات..!!إنها تصنع موجة لها كي تغوص قيها..بمعنى انها تملك بحرا يختلف عن البحر الذي نعرفه..لاتستطيع حنان أن تصنع من الخيال موجاً مُغايراً..إلا من خلال بحر تصنعه لنكتشف ان هنا اسئلة كثيرة تحملنا فوق عاتقها وتخرج من مخيلتنا التفكير في الموجة ذاتها..لأنها تقول منذ البداية بقصدية مسبقة وبذكاء تقول : اكذب لأني كنت معها طوال الليل تخبئني بين جدائلها الكستنائية كزهرة ليمون..فإذن الموجة كينونة تتجاوز البحر . هي كأنها تستعير من فاليري الذي يستعير بالتالي عباراته لتأويل الاستعارات خصوصاً .عن.البحر – الرمز العميق لكل الاستعارات كأن يقول في المقبرة  هذا السطح الهادئ حيث تمشي اليمامات، بين الصنابر يرتجف، بين القبور، يكون في الظهيرة لهيبا البحر، البحر دائما يتجدد! البحر يتجدد فيتحول الى مولود..
حنان في موجتها توجد كثيراً من الرموز اثناء حربها ضد القبح  والرداءات. ذاكرتها تختزن الكثير من مسارات الحياة لكي تفلسفها وتطرحها من خلال ذائقتها..أظن أنها تفسر الأحداث على هذا النحو.ولذلك تستحق القراءة الأعمق والجهد الأكبر.
لكنها فعلا قربان للموجة التي صنعتها بعالمها الذي يتوافق مع حياتها وسلوكها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش:
* ديريك والكوت شاعرٌ وكاتبٌ مسرحيّ غربُ- هنديّ. ولدَ في 23 يناير 1930، في كاستريز -سانت لوشا. كان لنشأته في إحدى الجزر البركانية المنعزلة ، التي كانت مستعمرةً بريطانية فيما مضى ،أثرٌ بالغٌ على حياته و مشروعه الأدبيّ بوجهٍ عام. جداه لأمه منحدران من سلف العبيد.
ت:فاطمة الناعوت
1.      الإختطاف لحظة صدق-الكاتبة.
2.      نفس المصدر.
3.      رفيق الموج.الكاتبة


 ·  ·  · المشاركة · حذف








الأحد، 22 يناير 2012

عندما يسقط الحلم في النوم..وفاء البوعيسي..ليبيا







عرفت أنني سأختبر تجربة مختلفة, عن كل سابقاتها بالعواصم العربية التي زرتها, عرفت ذلك حين وقفت بشرفة غرفتي, بفندق كازا دور بشارع الحمرا, حين كان بوسعي رؤية قلب بيروت المتأجج بالثمل, ومراقبة أهلها الذين كأجنحة الفراش, يغادرون لحلمهم المسائي.
حلمهم الذي كطائرٍ طليق, يُبدّل مكانه موسماً بعد موسم، باسطاً جناحيه على الأحياء الراقية, لكنه يأبى التحليق فوق أحياء الفقر والمقاومة والحرب الأهلية.
حلمهم ذاك, تأبط حقيبته المملؤة بالصخب وحب الليل, وسافر إلى روائح النراجيل في ميدان البرغوت, وشارع رياض الصلح.
من شرفة فندقي العالية هناك, كان بوسعي رؤية قلب بيروت المُحمر، وشذرات الرصاص المذاب فوق جلدها, وهي تستقبل أُناسها بأقنعة الظباء, يلوذون في المساءات بميادين فيردان والروشة وسان جورج.
يتسوقون بشراهة, من آلاف الحوانيت الشهيرة للملابس والساعات والعطور الباريسية.
يبحثون بكورنيش المزرعة, والرملة البيضا, وعين المريسة حتى ساحة سيسين بقلب الأشرفية, عن مكان يصفّون فيه سياراتهم, الأكثر عُرضاً من أحياء الجناح, وحي الأوزاعي, وحارة حريّك, حيث العالم  في سلام مع كل الأشياء، مستمتعاً بغير عناء بالطواف بكسروان وأرض لياس, التي ينتصب تمثال يسوع المَلك على إحدى حرشاتها فاتحاً ذراعيه للسواح, والعربات الهوائية الموصولة بأسلاك الكهرباء تُقل المتنزهين للجبال التي بلا ذاكرة, تتعالى بعنفوان على الأزقة التي تبحث عن اسم، تبحث عن يدٍ تنتشلها، وعن نداء يغور فيها حد إطلاق العنان للكلام فلا تستطيع.
تكتفي بالتطلع إلى واجهات العاج والكريستال، وتراقب مبتسمة الأجساد الممشوقة تخاتل أعين الرجال المتسعة كقمر على الشرفة.  
حلمهم المُخملي, يملأ كان حقيبته بالنعاس, فلا يصل لشوارع أولئك الذين ماتوا غير سعداء, ببرج البراجنة وحي الغبيرى, يتراجع مرتداً عند دوار شاتيلا فلا يُحيط بأولئك الذين عاينوا أوجاعاً لا حصر لها، ولا يعلم شيئاً عن نسائها البائسات, بعيونهن التي أدماها الفقد.
ينعس كان وينعس وينعس في عيون أسراها المعذبين, فلا ينتظر برهة لسماع كلمة الينابيع حين تصير وشوشة بالضاحية, ولا تنزلق عيونه السماوية على صور الشهداء والمناضلين, ولا يشتري تذكرة واحدة, ليرى قسمات الطرق التي تهِب فقط الموت, الموت الواسع كالحياة.
لا يريد أن يرى تلك الطرق التي لا تعرف من يتبعها، ولا ما ينتظرها, تكسر أظافرها وتسقط على التراب جريحة, مخضلةً, بدم السنين وقتال الأخوة.
ويسقط أخيراً في النوم حتى لا يعود يسمع الألف نحيب, تتردد بساحة بشارة الخوري, والخط الفاصل بين المسيحيين والمسلمين, وآثار الحرب الأهلية, وصدمة ثقوب الرصاص في الحارات المقصوفة على الجانبين.

السبت، 21 يناير 2012

موجة تلد البحر..حنان النويصري..ليبيا



                                          
                                

كانت تأتى كل صباح لنلتقى ( اكذب لانى كنت معها طوال الليل تخبئنى بين جدائلها الكستنائية كزهرة ليمون)...و نلتقى كما لو لم نلتقى من قبل ...كانت تهدينى قطعا متناثرة من نفسى لا تعرف كيف وجدتها هى بغرفتها تحت وسادتها.. فى زوايا اصدافها..فى خزانتها ..كانت قطعى ..كذرات الغبار  فى كل مكان على شفتيها على جبينها على حبر اقلامها...و كنت انتظر كل صباح ان تأتى لنلتقى...و كنت املاء جيوبى بقطعها ..التى لم اكن اعتقد يوما انى ساجد صاحبتها ...جراح ليست من تجاربى  لا اعرف كيف جرت فى دمى...كلمات فى صدرى لا اعرف اى شفاه دفنتها فيها ..و فى     القاع اصداف غريبة تنام منذ ملايين السنين...ديناصورات..و اسماك ذهبية و حوريات و امواج...لم اكن اعرف من اين تاتى...احاول الان ان اغوص فى الماضى ...هل التقينا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بلى..التقينا...كنت طيفا مرسوما فى سهرى .... نجمة صبح تسهر معى كل ليلة ...كنت الدمع الذى استعصى  على الانحدار يتكور فى احداقى و يتجمد ليبقى نذيرا ابديا بال..الحياة...(.احب ان افصل الاشياء المهمة عن ال تعريفها)..كنت الطيف الذى يدخل مابينى و جلدى ..موجة تأئهة تسحبنى الى البحر ..او تسرقنى اليه ..لا اسمى الاشياء بغير مسمياتها...نعم كنت انت السارق الذى يتسلل الى كل ليلة  فالسارق:  ..موجة تلد البحر...وسمكة تلد الصياد...و وردة تزرع الربيع.......هل التقينا ؟؟؟...نعم التقينا كانت الدرب هى اللقاء و اللقاء هو الانفجار...فتناثرت اجزائنا و اختلطنا و توزعنا على جسدين....شفتان و زوجا  عيون حائرة و كتلتان من الطين و موجة ...ذاك هو كل اثاثنا...تلك دروبنا نمشيها ..و مشينا ...و عندما تقاطعت خطواتنا...انتبهنا..كم كنا احمقين ...كنا سويا منذ البداية ..كان وجودا كسر حواجز الكينونة ...كان تواحدا...طيفيين جنيتين..او جنيين ..سحرينين او سحريين...لا يهم التأنيث و التذكير ما دام الوجود واحدا فلا حواجز تسمى  الرجولة و النسوية...انهار جدار الشرق...و تساقط طوب الانوثة و و غبار الذكورة..كحزمة واحدة من الهذيان و الحياة....لاحظى/لاحظ..ان كلمة ذكورة لها تاء مربوطة؟؟!!!!!!!!!!!

سين...! نحو سيرة ذاتية ناقصة لسعدية مفرح..محمد عبد الرزاق القشعمي




 الجزيرة الثقافيةhttp://www.al-jazirah.com.sa/culture/2012/12012012/read35.htm
حرصت على الحصول على هذا الكتاب منذ سمعت بصدوره مطلع عام 2011م وطلبت شراءه لي من عدد من الأصدقاء الذين سافروا إلى الكويت ولبنان ولم يتيسر لي الحصول عليه إلا هذه الأيام مع آخر سنة صدوره, والفضل يعود للصديق مروان المعيوف الذي أكرمني بنسخة منه من معرض الشارقة للكتاب.

منذ تعرفت على الأستاذة سعدية في الكويت عام 1989م في أثناء إقامة مؤتمر أو ندوة عن القصة القصيرة نظمه مجلس التعاون لدول الخليج العربية, وكنت أحضره مع عدد كبير من أدبائنا الشباب والشيوخ, وكنا نتحلق حول العمالقة أو الرواد وأذكر من رحل منهم جبرا إبراهيم جبرا وقحطان هلسا وشكري عياد وغيرهم.. وعندما قرأت اسمي المكتوب أمام الحضور في إحدى الندوات الصباحية التي لم أحضرها سألت الأستاذين محمد علوان وعبد الله باخشوين عني قائلة: القشعمي (يصير لي) أي يقرب لي فاتصلا بي وطلبا حضوري في صالة الاستقبال, وكان اللقاء الأول بسعدية بالرغم من سماعي بها من قبل إذ كانت المسؤولة عن القسم الثقافي بجريدة الوطن واستهلت هذا المؤتمر بكلمة اقتتاحية جريئة, أذكر منها قولها: هل سمعتم أن حلف الأطلسي أو حلف الناتو قد نظم ندوة أو مؤتمرًا ثقافيًا.. فهذا مجلس التعاون الخليجي ينظم مؤتمرًا عن القصة القصيرة لمثقفي دوله.. إلخ.

أقول إن سعدية الشاعرة المتألقة دائمًا بدأت في إصدار دواوينها ابتداءً من عام 1990م قبيل اجتياح صدام للكويت.. وقد أهدته لي مشكورة واستمرت تنشر للكبار والصغار من شعر وغيره, فنشرت في الكويت والقاهرة وبيروت ودمشق والجزائر لأكثر من مرة حتى أن اليونسكو اختارت لها مجموعة أصدرتها ضمن كتاب الشهر (كتاب في جريدة) عام 2008م.

بعد تحرير الكويت انتقلت من جريدة الوطن إلى جريدة القبس؛ لتواصل نشاطها في القسم الثقافي, إضافة إلى كتابتها الأسبوعية في جريدة الرياض وشهريًا في مجلة العربي وغيرها. تصلني تحياتها بين وقت وآخر مع إصداراتها الأولى.

أعرف معاناة سعدية وغيرها من جماعة (البدون) وحرصت على الحصول على هذا الكتاب لكونه سيعبر بشكل أو بآخر عما تعانيه.

قضيت وقتًا جميلاً معه, لقد شدني بما يحمله من رشيق العبارة ووضوح الفكرة وسلامة اللغة ومراوغتها مع المتصلين بها من الجنسين من جميع أنحاء الوطن العربي من مغربه إلى مشرقه, بل من جميع الدول العربية عبر منتدى ثقافي (مدينة على هدب طفل) على الإنترنت وعرفت بداية نشرها وهي طالبة بالجامعة عندما قدمت مشروع مقال لم يكتمل لأستاذها محمد حسن عبد الله وفاجأها بنشره في مجلة رابطة الأدباء (البيان) وكانت بعنوان: (التاء المربوطة) وفي اعتقادي أنها الخطوة الأولى التي قادتها لبلاط صاحبة الجلالة. إضافة لاهتمام أستاذها الآخر أحمد الربعي بنبوغها, حيث أصدرت حتى الآن أكثر من 14 ديوانًا نشرت في ست دول من الجزائر إلى الكويت، ترجمت إلى لغات كثيرة أذكر منها: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية والسويدية والطاجيكية والفارسية, وبعض القصائد رشحت للترجمة دون علمها, بل بواسطة أصدقاء وزملاء قرأ لها غازي القصيبي فأعجب بها ولقبها ب (وردة الهيل) في كتابه (صوت من الخليج) لديوانها الأول (آخر الحالمين كان) الصادر عام 1990م واختار لها مقطعًا من قصيدة (الأوتاد تموت انتحارًا) قالت فيه:

عندما تلقى عيون الأنجم الميتة.

تجتاح تضاريس المدينة.

عندما تظعن روحك

لمناخات (الذلول).

عندما لا يقدر أن ينساب في أنفك عطر الياسمين.

-عد تجدني

- بين ثوبي وعباءاتي أربي.

-وردة الهيل بأرض المستحيل.

في مداخلة مع نوارة لحرش (وأعتقد أنها من المغرب العربي) سألتها قائلة: قلت في القصيدة أنها وطنك, هل في كل الحالات هي وطن ناعم ورؤوف؟ ألم يصبك يومًا ما باللاوطن.. باليتم النفسي, وبشيء من الغربة أو المنفى؟

وكان جوابها - لا.. لا.. قصيدتي شديدة الإخلاص لي, يتمي هو يتم حقيقي جدًا وواقعي جدًا, وحالة الغياب ظرف قاسٍ أمر به وأعاني من تبعاته حتى أنني لم أسافر في يوم ما بالرغم من كل الدعوات التي توجه لي من هذا البلد أو ذاك ومازلت غير قادرة على السفر نتيجة لهذه الحالة التي تشعرني بالغربة, وأنا بين جدران غرفتي ومقر عملي وهما كل العالم الذي أتحرك في جغرافيته!

وفي إجابة أخرى لعارف سرور قالت: ميزة الأمل الرئيسة أنه لا يموت. نعم مازلت أمارس الأمل, وأحاول أن أعيش تحت ظلال الأمل حياتي كلها وبأدق تفاصيلها.. إلخ.

وعن ثقتها بشعرها وعدم تسرعها في النشر قالت إجابة لسؤال أحمد فرحات: أنا دائمة القلق تجاه ما أكتب وربما لهذا أتأخر كثيرًا في نشر أي نص بعد الانتهاء منه. لا أصدق أنني انتهيت من الاشتغال عليه, وأتحجج بحجج كثيرة أمام نفسي وأمام الآخرين قبل أن أدفع بالنص إلى النشر وكأنني مرغمة على ذلك.

وفي إجابة أخرى لجناة أبو منجل من الجزائر قالت: لم أندم على أي نص نشرته ربما لأنني متأنية جدًا في النشر، ولا أنشر أي نص شعري إلا بعد مضي فترة طويلة نسبيًا من الوقت على الانتهاء منه, ولكن ليس خوفًا من الندم المستقبلي، بل لأنها عادة تكونت لدي بسبب خجلي من تقديم نفسي عبر نصوصي إلى الآخرين في بداياتي.. إلخ.

وعندما سألتها الروائية الكبيرة المخضرمة ليلى العثمان قائلة: انشغالك في العمل الصحفي بكل هذا التوهج وحرصك على مسيرتك الشعرية, من خلال إصداراتك الشعرية المتلاحقة, هل شغلك كل هذا عن حياتك الخاصة؟ بصورة أوضح: أين مساحة الحب في حياة سعدية مفرح؟

فأجابت: الحب يحتل كل المساحات المكونة لسعدية مفرح, لا تناقض بين حرصي على العمل وانشغالي بالصحافة وانغماسي بالشعر من جهة وقدرتي على الحب من جهة أخرى. وصدقيني ياليلى.. لا شيء يمكن أن يشغلنا عن حياتنا الخاصة.. أنا أمارس هذه الحياة وفقًا لإمكاناتي في ممارستها وما أتاحه لي القدر أيضًا, بل أنا أجاهد بشكل مستمر لكي أحتفظ بقدرتي الهائلة على الحب, ومازلت مؤمنة أن الحب هو ملاذنا الأول وخلاصنا الأخير وسيبقى دائما رهاني الأجمل.

وعند سؤال فيصل الرحيل عن الزمن الطويل في رحلتها الشعرية, وما أثرها في مسيرتها؟ قالت: إنه بالرغم من مضي ربع قرن, فمازالت تشعر أنها في بداياتها, ومازالت تشعر أنها لم تحقق إلا القليل من أحلامها على مستوى الكتابة, بل مازالت تحلم بالكثير. وعن دوافعها للكتابة قالت: أنها تكتب لأنها تحب أن تكتب أولاً «بغض النظر عما إذا كانت هذه الكتابة تداوي الأسقام أم لا, صحيح أنها عالجتني من علل الروح, ولكنها فعلت ذلك بعد أن أقدمت عليها, ولم أقدم عليها أولاً لهذا السبب, وجدتني منساقة لعالم الكتابة لشغفي الشديد بهذا العالم, ولأنني من خلاله فقط أستطيع إعادة خلقي ذاتيًا, ودعني أخبرك أن دوافعنا للكتابة لا تتغير بفعل مرور الزمن, ولكن يحدث أننا نكتشفها شيئًا فشيئًا فنظن أنها تغيرت.

وعن سؤال لعمر عناز عن تصريح لأودنيس: (أن الثقافة العربية ستنقرض ما بقيت ثقافة مؤسسات) أجابت: إنها تختلف معه في أن الثقافة العربية ستنقرض تحت أي ظرف من الظروف, بوجود مثل هذه المؤسسات أو بعدم وجودها؛ لأن الثقافة هي حالة وليست وظيفة ترتبط بالأداء الوظيفي أو المؤسسي في أي بلد كان, كما أن المثقفين هم الذين يصنعون الحالة الثقافية, وهؤلاء غير قابلين للانضواء تحت جناح مثل هذه المؤسسات حتى لو استفادوا من بعض ما تقدمه على هامش نشاطها الدعائي الغالب.

أما عبد الله فلاح فيسألها عن سبب عدم كتابتها على الورق المسطر؟ فأجابت بقولها: إنها تكره الأوراق المسطرة؛ لأنها تشعر أن تلك السطور قضبان تسعى لسجن قصديتها من ورائها.. لهذا فهي تفضل الورق الأبيض.. وأنها تفضل كتابة قصائدها على ورق مستعمل ثم تعود لتنقلها على الشاشة.

وفي سؤال آخر حول عناوين قصائدها لفهد الهذال قالت: إن العناوين مسألة مهمة جدًا بالنسبة لها, وغالبًا ما يكون عنوان قصيدتها جزءًا منها لا مجرد لافتة تدل عليها.

وقالت: «أنا أكتب لأنني أحب الكتابة, وعندما أتوقف عن الكتابة فهذا يعني أنني لم أعد أحبها, وبالتالي فلن يسبب لي الأمر في تلك الحالة أي مشكلة ولن أخشاه؛ لأنه سيكون مجرد مرحلة من مراحل الحياة, ومجرد خيار من خيارات متعددة, لا أكتب كي لا أموت، ولا أعتقد أنني سأموت عندما أعتزل الكتابة» ويسأل فيصل الرحيل عن اعتبار موضوع الغربة وهل هو محفز أساس في شعرها؟ فقالت: إنها لم تخش الغربة ولم تبتعد عن وطنها وأسرتها يومًا واحدًا لكنها لا تعني أنها لم تجرب الغربة, وهذا يعني.. أنها لا تتذكر أنها قررت أن تكتب قصيدة من وحي شعوري بالغربة, وقالت إن الشاعرة العمانية الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي عندما قدمت رسالتها للدكتورة بالقاهرة (انتحار الأوتاد في اغتراب سعدية مفرح) كانت كمن يكتشف الكثير من مظاهر الاغتراب في قصيدتها لأول مرة.

هذه مجرد إشارات عابرة لجزء يسير مما تضمنه استجواب الأحباب للأديبة والشاعرة العربية الكبيرة سعدية مفرح والتي أسعد برابطة القربى بها.. وكلما أردت أن أنهي هذه الإشارات إلى مثل هذا العمل الجدير بالقراءة أجدني أعود إليه! ولأختم بسؤال الكاتب العزيز عبد الله التعزي (مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة حاليًا) للأديبة الشاعرة قائلاً: أريد أن أعرف من أنتِ بعد كل هذه السنين؟ أدرك أنه ربما يكون سؤالاً غبيًا لشاعرة لها كل هذا الإنجاز ولكنه سؤال للإنسانية التي تبحث عنها الشاعرة سعدية مفرح!

فأجابت: سؤالك ليس غبيًا, كما تعتقد, ولكن السؤال المستحيل, سأظل أبحث عمن تسألني عنها إلى ما بعد النهاية بقليل.. كما يبدو، وسيظل السؤال سؤالاً دون إجابة, فالإجابات لا تليق بالأسئلة المستحيلة.. حتى لو كانت إجابات مستحيلة أيضًا!

الأربعاء، 4 يناير 2012

لصوص من نوع آخر..سولاف هلال..العراق





الليل فارس ملفع بالعتمة والصمت والانتظار ، وهو هارب لائذ بجنح هذا الفارس .
نفسه كتلة من حزن ، وأفكاره حلقات مسننة لاتنفك تضغط على رأسه المثقل بالهموم فتأتي على ما تبقى لديه من صبر واحتمال .
سنواته الماضية محض سراب وأيامه القادمة كابوس مفزع فهو يجهل ما سيؤول اليه حاله في الغد أو بعد غد .
سنوات الحرب والجوع التهمت كل ما يملك وتركته كيانا متآكلا بلا مأوى تطارده لعنة الماضي والحاضر معا .
بالأمس افتعل مشكلة ليبيت في أحضان أحد السجون ، فلقد سئم وجوه أصدقائه التي تنطوي على ضيق كلما حل مساء جديد ،والليلة يتملكه شعور بالعجز .. باللاجدوى فما من وسيلة تنقذ بقاياه الهزيلة من هذا الضياع .
منذ أوائل الليل وهو في سباق مع الزمن ، فثمة هاجس يدفعه ليجوب شوارع بغداد المحببة إلى نفسه ، إنه يسابق الليل ، فمن منهما سيرحل أولا ؟
اخترق شارع الرشيد .. عرج على شارع المتنبي ، عند ناصيته توقف ، مادا بصره إلى أبعد نقطة هناك ، ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة وهو يتذكر كلمات بيتين شعريين من إحدى قصائد المتنبي.
وكلما لقي الدينار صاحبه في ملكه افترقا من قبل يصطحبا
مال كأن غراب البين يرقبه فكلما قيل هذا مجتد نعبا
استأنف المسير رغم التعب الذي حل في جسده، لم يتوقف لحظة عن السير أو التفكير.
إستعرض حياته .. حياته كلها ، إنها تاريخ حافل بالحروب ، هل أبقت تلك الحروب على شىء ؟هل هنالك أمل في أن يستعيد إنسان هذه الأرض أمنه واستقراره ؟ هو لايدري، لكنه يعرف تماما بأن العشرات من الضحايا يتربصون بالموت ، علهم يجدون فيه الراحة بعد عذاب .
تبددت العتمة المهيمنة على المكان الذي يحتويه بعد أن اخترقها شعاع أفقده القدرة على الرؤية ، تابع السير دون أن يلتفت صوب السيارة التي توقفت على مقربة منه.
أحس بخطوات تلاحقه .. ارتاب .. تلكأ ، لعل الأمر يعنيه ، وفي حركة مباغتة انقض عليه رجلان أدخلاه السيارة عنوة .
لم يكن هنالك مايدعو إلى العنف ، فهو لم يقاوم ، وظل مطرقا ، فليس لديه ما يخشى عليه ، لأنه لم يجن من هذه الدنيا إلا الهباء ، ولا يملك فيها سوى ثيابه التي يرتديها ، لقد باع كل شىء ، باع أثاث بيته .. كتبه .. أدوات مطبخه ، حتى ثيابه باعها من أجل لقمة عيش لاتسمن ولا تغني من جوع .
سيارة فخمة وثلاثة رجال، لا أحد بإمكانه أن يخمن أي نوع من الرجال هم ، حتى هو لم يشغل نفسه في التفكير في نواياهم ، أو من يكونون ، وما لبث أن نام بعد أن سرى مفعول المخدر في جسده المكدود .
في الصباح كان الفارس الملفع بالعتمة والصمت والانتظار قد ولى هاربا من جحافل النهار ، فيما لاذ الهارب بالراحة الأبدية .
ماذا تبقى له من حطام دنياه غير هذا الجسد المنهك وها هو قد سرق هو الآخر ،حيث ألقى به الرجال في أحد الأماكن النائية بعد أن سرقوا كليتيه .
لابأس .. فها هو قد وصل إلى غايته ، لكنه رحل دون أن يعلم بأنه مازال يملك مايسرق وأن الحروب قد أفرزت لصوصا من نوع آخر 

ذاكرة الكتابة في أسفار الورود




ت
الاســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
الحالــــــــــــــــــــة
مـــــــــــــلاحظات
1.     
حنان النويصري ليبيا
اكتمل تماما

2.     
- اكتمل تحت المراجعة فقط

3.     
      تهاني دربي.ليبيا.
مسودة1

4.     
ريم اللواتي.عُمان
- اكتمل تحت المراجعة فقط

5.     
ازدهار سلمان الانصاري.العراق
- اكتمل تحت الإضافة وتناول الرواية فقط

6.     
       فاطمة الناهض.الإمارات.
مسودة2

7.     
. خديجة بسيكري.ليبيا
تحت الاكمال

8.     
امتياز المغربي.فلسطين
مشروع كتابة

9.     
سمية البوغافرية.المغرب
مشروع كتابة

10.                     
مسودة2

11.                     
اسماء الاسطى.ليبيا
. اكتمل تحت المراجعة فقط

12.                     
امال العبيدي.ليبيا
مشروع كتابة

13.                     
لبنى ياسين.سوريا
. اكتمل تحت المراجعة فقط

14.                     
هالة  ابوليل
مسودة1

15.                     
بسمة النسور,الأردن
مسودة1

16.                     
بشرى خليل  ..لبنان
مشروع كتابة

17.                     
سعدية مفرح.الكويت
مشروع كتابة

18.                     
وفاء الطيب  .السعودية
مسودة2

19.                     
منى عرب,مصر
مشروع كتابة

20.                     
رائدة زقوت.الأردن
مسودة1

21.                     
فدوى التكموتي.المغرب


22.                     
وفاء البوعيسي.ليبيا
مشروع كتابة

23.                     
فاطمة المرنيسي.المغرب
مشروع كتابة

24.                     
سولارا الصباح.كينيا.كندا
– اكتمل تحت المراجعة فقط

25.                     
شيمة ألشمري.السعودية
مسودة1

26
غالية الذرعاني..ليبيا
مسودة

27
لانا راتب ألمجالي.الأردن.
مسودة1

28
دلع المفتي.الكويت
مسودة2

29
    رحاب شنيب.ليبيا.
مسودة2

30
   إلهام بن علي.ليبيا. .
مشروع كتابة

31
مسودة2

32
      هاجر شرواني.السعودية.
مسودة2

33
ليلى الأحيدب.السعودية
مسودة2

                                                
34
فاتن الجابري.العراق.
مسودة1

35
ابتسام إبراهيم تريسي.سوريا.
مسودة1

36
فيوليت ابوجلد    لبنان.
مشروع كتابة

37
توكل كرمان.اليمن.
مشروع

38
هدى صبري الشريف.ليبيا.
مسودة1

39
مشروع

40
عواطف عبد اللطيف.العراق.
مشروع

41
إيمان بني مفرج.الأردن.
مسودة2

42
مشروع

53
هيام قبلان.فلسطين.
مسودة1

44
مسودة2

45
مسودة2

46
سولاف هلال.العراق.
مشروع

47
ليلى النيهوم.
ليبيا
اكتمل تحت المراجعة فقط


قطر..
ـــــــــــــــــــــــ


البحرين..
ـــــــــــــــــــــــ
تحت البحث

السودان.
ـــــــــــــــــــــــ
تحت البحث

الأمازيغ
ـــــــــــــــــــــــ
تحت البحث

الجزائر.
ـــــــــــــــــــــــ
تحت البحث

موريتانيا.
ـــــــــــــــــــــــ
تحت البحث

بوركينا فاسو

تحت البحث

نيجيريا

تحت البحث

السنغال

تحت البحث

مصر.

تحت البحث

الأكراد

تحت البحث

مسودة2


















مراحل الكتابة بالتحديد حتى الآن كالآتي:
. اكتمل تحت المراجعة فقط
تمت كتابته
مسودة1
أقرب إلى الإكتمال
مسودة 2
بمعنى كتبت و لم تكتمل بعد
مشروع كتابة
وضعت عناصر الكتابة  فقط
دول أخرى وقوميات
أسماء ربما تضاف
  وهناك أسماء أخرى توجد هنا ولاتوجد في قائمة المدونة وسيتم إضافتها