الجمعة، 9 ديسمبر 2011

دورها في المساواة!!..هالة أبوليل..الأردن

هالة ابو ليل

مر بسيارته بسرعة الريح لم يرى لون الإشارة الضوئية فلم يكن هناك سوى سيارته
كانت الساعة بعد منتصف الليل … لم يتيق للفجر سوى سويعات 
 لم ينسى صوتها المتهدج وهي تبكي وتخبره إن طفلهم الوحيد يعانى من حرارة وحمى شديدين
دخل بسيارته إلى موقف العمارة
صف سيارته حتى بدون إن ينتبه إن كان هذا هو موقف سيارته المعتاد
..ركض باتجاه المصعد ..أغلق المصعد…. كبس بأصبعه على زر الطابق 33
في ثوان كان أمام البيت ..حاول فتح الباب انه مقفل…. كان يفترض بها أن تنتظره على الباب
ادخل يده في جيب بنطاله اخرج المفاتيح … عالج الباب بالمفتاح الخاص بالبيت فتح الباب نادي
إسراء.. إسراء
 دخل مسرعا إلى غرفة الصبي لابد انه هناك هذا ما حدث نفسه به
 فوجده نائما ..وضع يديه على جبينه انه بارد  ولا اثر لحرارة عليه …والغرفة دافئة
 خرج ينادى زوجه من جديد
إسراء إسراء
لم يتلقى ردا ربما  ذهبت في غفوة ….بحث عنها في الصالون دلف إلى غرفة النوم
لا احد ربما في الحمام
 تعجب
أين ذهبت وتركت الطفل وحيدا فكر بأنها ربما ذهبت لشراء دواء للصبي
تذكر إن الوقت متأخر ولا يوجد صيدلية مفتوحة
رن على هاتفها المحمول سمع رنته المألوفة آتيا من غرفة النوم… فهي لم تأخذ هاتفها معها مما يعني إنها كانت مستعجلة في خروجها
 تعجب
رجع إلى غرفة الصغير مرة أخرى ..جلس على حافة السرير حائرا
ما هذا الاتصال الغريب إذا ؟ وخروج منتصف الليل … وصوتها وبكاءها وهاتفها الذي تركته
والصبي المعافى النائم كالملائكة
ماهذه الألغاز
  تذكر ..ربما  أهلها… رفع سماعة التلفون يريد أن يتصل بأهلها

 وجد ورقة موضوعة ومطوية بعناية عند الهاتف مما يعني إن كاتبها كان رائقا وهادئا عند كتابتها  ….قرأ الورقة ..لم يصدق ما قرأ ..وقف مذهولا وهو يصيح 
مو معقول المرأة انجنت
 اتصل بوالد زوجته جاءه صوته فزعا
  دعاه للمجيء بسرعة لرؤية الرسالة التي تركتها ابنته
جاء الوالد وهو يفرك بقايا نعاس ملحوظ سأله عن ابنته أعطاه الرسالة وهو ينتظر قنبلة ستنفجر قرأ الأب الرسالة… لم يرى على وجهه أي تشنجات وضع الورقة  جانبا و شبح ابتسامة على فمه ولم يبدو عليه أي مشاعر غاضبة ولكنه قال بهدوء وهو بطريقه لباب الخروج وقبل إن يغلق الباب
 حقها… اليوم دورها بالسهرة
ابقي مع الصغير
أغلق الباب ومضى


هناك تعليقان (2):

  1. ابراهيم النجار-مصر10 ديسمبر 2011 في 2:16 ص

    الجمال هنا في المستوى العميق للسخرية من الواقع المرير..لاتعرف الكاتبة مؤيدة او ضد..لكن الوصف حلو..السلام عليكم.

    ردحذف
  2. الله كريم ياست ..يأتيك بالأخبار من لم تزود..الله يستر على عباده..هي حقيقة مرة لكن حقيقة.

    ردحذف

أهلا بك مُعرف أو غير مُعرف يهمنا المضمون فقط