السبت، 21 يناير 2012

موجة تلد البحر..حنان النويصري..ليبيا



                                          
                                

كانت تأتى كل صباح لنلتقى ( اكذب لانى كنت معها طوال الليل تخبئنى بين جدائلها الكستنائية كزهرة ليمون)...و نلتقى كما لو لم نلتقى من قبل ...كانت تهدينى قطعا متناثرة من نفسى لا تعرف كيف وجدتها هى بغرفتها تحت وسادتها.. فى زوايا اصدافها..فى خزانتها ..كانت قطعى ..كذرات الغبار  فى كل مكان على شفتيها على جبينها على حبر اقلامها...و كنت انتظر كل صباح ان تأتى لنلتقى...و كنت املاء جيوبى بقطعها ..التى لم اكن اعتقد يوما انى ساجد صاحبتها ...جراح ليست من تجاربى  لا اعرف كيف جرت فى دمى...كلمات فى صدرى لا اعرف اى شفاه دفنتها فيها ..و فى     القاع اصداف غريبة تنام منذ ملايين السنين...ديناصورات..و اسماك ذهبية و حوريات و امواج...لم اكن اعرف من اين تاتى...احاول الان ان اغوص فى الماضى ...هل التقينا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بلى..التقينا...كنت طيفا مرسوما فى سهرى .... نجمة صبح تسهر معى كل ليلة ...كنت الدمع الذى استعصى  على الانحدار يتكور فى احداقى و يتجمد ليبقى نذيرا ابديا بال..الحياة...(.احب ان افصل الاشياء المهمة عن ال تعريفها)..كنت الطيف الذى يدخل مابينى و جلدى ..موجة تأئهة تسحبنى الى البحر ..او تسرقنى اليه ..لا اسمى الاشياء بغير مسمياتها...نعم كنت انت السارق الذى يتسلل الى كل ليلة  فالسارق:  ..موجة تلد البحر...وسمكة تلد الصياد...و وردة تزرع الربيع.......هل التقينا ؟؟؟...نعم التقينا كانت الدرب هى اللقاء و اللقاء هو الانفجار...فتناثرت اجزائنا و اختلطنا و توزعنا على جسدين....شفتان و زوجا  عيون حائرة و كتلتان من الطين و موجة ...ذاك هو كل اثاثنا...تلك دروبنا نمشيها ..و مشينا ...و عندما تقاطعت خطواتنا...انتبهنا..كم كنا احمقين ...كنا سويا منذ البداية ..كان وجودا كسر حواجز الكينونة ...كان تواحدا...طيفيين جنيتين..او جنيين ..سحرينين او سحريين...لا يهم التأنيث و التذكير ما دام الوجود واحدا فلا حواجز تسمى  الرجولة و النسوية...انهار جدار الشرق...و تساقط طوب الانوثة و و غبار الذكورة..كحزمة واحدة من الهذيان و الحياة....لاحظى/لاحظ..ان كلمة ذكورة لها تاء مربوطة؟؟!!!!!!!!!!!

هناك 10 تعليقات:

  1. ميزتك انك تعرفنا بغير المعروفين..ونكتشف فعلا انهم افضل واروع بارك الله بك وبجهودك.

    ردحذف
  2. صفحة الموضوع في الفيس بوك
    http://www.facebook.com/note.php?note_id=312631195447126
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    ردحذف
  3. تعليق في نفس الصفحة

    محمد السنوسي الغزالي..موجة تلد البحر..من بدايته عنوان يستفز عند عاديات الأشياء ..فالموجة لاتلد بحراً ولاتلج أفقاً إلا اذا كانت جزء من بحر؟؟لكن الموجة هنا تطلب تفكيكاً خارج معايير العاديات..
    دعينا نقرأ لنكتشف ان هنا اسئلة كثيرة تحملنا فوق عاتقها وتخرج من مخيلتنا التفكير في الموجة ذاتها التي اظنها تختلف..لأنك تقولين منذ البداية بقصدية مسبقة وبذكاء تقولين : اكذب لانى كنت معها طوال الليل تخبئنى بين جدائلها الكستنائية كزهرة ليمون..فإذن الموجة كينونة تتجاوز البحر .اسمعي,انت تستعيرين من فاليري الذي يستعير بالتالي عباراته لتأويل الإستعارات عن البحر خصوصاً ..البحر – الرمز العميق لكل الإستعارات كأن يقول في المقبرة
    هذا السطح الهادئ حيث تمشي اليمامات،
    بين الصنابر يرتجف، بين القبور،
    يكون في الظهيرة لهيبا
    البحر، البحر دائما يتجدد!
    البحر يتجدد فيتحول الى مولود..لكنك في البحر تولدين كثير من الرموز في حربك ضد كل الرداءات..تحتفظين بذاكرة تقولين من خلالها الكثير
    بصدق.والموضوع يطول..لكني قرأت هنا اعمق ما سكن إنسان...ابدعت ياحنان

    ردحذف
  4. تعليق في نفس الصفحة

    Wafa Al Bueise
    ألاحظ علاقة ما بينك وبين البحر في كتاباتك, هذه ليست الأولى وقد أخبرتك وأحلتك مرة إلى رواية الياطر لحنا مينا الكاتب السوري التقدمي المعروف
    موجتك التي تذهب لتعود وتعود فتعود لتذهب هكذا بعلاقة ليست هي المد والجزر بل التجدد والحياة تقول أنها قادرة على غسلنا وتطهيرنا وإنها تجلب لنا الحكايات من المرافئ البعيدة التي وإن لم نزرها ولم نرها لكنها لا بد أن تعلن عن وجودها بالأصداف والأشكال البحرية التي تجلبها للشواطئ
    موجتك صافية حالمة ومطهر للجروح والندوب الصغير في الروح والعقل والفكر, إنها تعلن أنها قادرة على إعادة الاتصال بإرواحنا السخية أرواحنا المثلومة أرواحنا الرقراقة
    موجتك هنا تعلن بعناد أن بوسعها ولادة بحر, كما أن الزهرة تنبت ربيعا, وكما الكلمة تنبت قصيدة في حروفك يا حنان
    موجة تلد بحرا تلد إنسانا يستأنس بالشساعة والاتساع ولا يحبس نفسه في قمقم الأطر والمحددات والقيم والحدود أليس الانسان ذاته حبة رمل صارت كائنا يحب ويكره ويقتل ويشيد ويهدم ويصنع طائرة ورقية ويسقي نبتة؟
    أنت بارعة في رد الأشياء لأصولها لمنابتها لمنابعها الأولى, لقد صدقتي جدا مع نفسك ومعنا حين قلتٍ أنكٍ تحبين أن تسمي الأشياء بمسمياتها
    أحب مسمياتك
    جدا
    وقد عبر حبيب أكثر مني

    ردحذف
  5. تعليق في نفس الصفحة

    Hanan Mustafa حبيب هل تعرف باننى اتأهب فى كل مرة اكتب فيها شيئا ...اخافك يا رجل..و اقول ..كيف ستلامس كتاباتى عقله و حواسه..بصراحة تهمنى..و انطباعاتك تهمنى...لذا اقلق منك كثيرا...و انا التى لا اكترث اصلا بكيف يرانى الاخرون .....عموما...احاول اليوم ان استخدم البحر و موجته التى يفترض فيها ان تكون نتاجه و لكنها تقفز على المتوقع و تصير الام...استخدم ريشتى ...التى تثير حواسى و تسحبنى لعوالم الكتابة لاعيد رسم المفاهيم حسب رؤيتى....و اعيد كتابة قواميسى...فالاصطلاح جدا خطير يا حبيب....احاول تفسير ..اغترابى فأجد ضرورة ان افسر العالم بآسره ....وضرورة ان اعيد الاشياء لبدياتها....و تصحيح مفرادتها التى غالبا ما تحمل معنى معاكس ...حتى تفهمنى كان عليك ان تتحسس قواميسى...و اراك اليوم ...قد فعلت ياجبيب...بطريقة ..فاقت تصورى

    ردحذف
  6. للأسف.. وبكل أسف.. ومع الأسف.. مافي إيش ببالي أحكي.. يلا سلام..

    ردحذف
  7. زمن الانشطار منذ سنين والان موجه تلد البحر .. الشاعر .. يكتب قصيدة واحدة في حياته وطوال عمره يعبر عنها بما وصل اليه من تجربة و امكانيات لفظيه .. موجه تلد البحر بحر يلد امواج تداخل تجانس و تضارب .. كبيضة اهل بيزنطه و حوارهم الشهير

    ردحذف
  8. موجه تلد البحر امتداد لكتابات كانت القاعده الاساسيه فالشاعر يكتب طول عمره قصيدة واحدة يعبر عنها حسب التجربه و الامكانيات التي وصل اليها و الخبره بحكم العمر . نص جميل

    ردحذف
  9. يعيش الكاتب يكتب قصيدة واحده و انا قرات هذا الكلام منذ مدة طويله و مازال نفس النفس و المفردات

    ردحذف

أهلا بك مُعرف أو غير مُعرف يهمنا المضمون فقط